رأس جرابة: قرار التهجير إلى المجهول!

بعد ما يقرب من عقد من الزمن في أروقة المحاكم ولجان التخطيط والمحافل الدولية، عقد من جمع الوثائق، وتفنيد الحجج، وتقديم شهادات التاريخ والجغرافيا، وتتبع الأرشيفات العسكرية، كل ذلك كان مجرد ديكور لمسرحية عُرضت علينا، بينما نصوصها النهائية كانت تُصاغ بعيداً عن قاعة المحكمة.

الحقيقة المجردة والقرار المُسبق:

المسرحية البيضاء انتهت! والآن، وبعد أن رفع المخرج الستار، نجد أن الحكم كان مكتوبًا سلفًا على جبين القرية وأهلها: التهجير القسري خلال 90 يومًا!

لم يكن هذا صراعًا على الوثائق أو الأدلة. كان صراعًا على الإرادة، صراعًا بين حق مُتجذر وقرار مُسبق الصنع.

القرارات تُكتب في غرف مغلقة، ولا يبقى لنا إلا أن نتساءل: لماذا نشارك في هذه المسرحية البيضاء، التي في نهايتها يكون كاتب السيناريو هو المخرج..!؟

الأهالي، الذين عاشوا حياتهم في هذا المكان لعشرات السنين، وكل ما طلبوه هو الاندماج في الحي الذي سيقام على الأرض التي يعيشون فيها، محكوم عليهم الآن بالتهجير إلى المجهول.

حكاية الحاج فريج: الصمود بوجه البندقية

هنا، في الصورة الحاج فريج الهواشلة.. لحظات قليلة بعد انتهاء الجلسة في المحكمة العليا؛ القلب مثقل والمستقبل يكتنفه الغموض.

وقف، قويًا ثابتًا، وأشار بيده نحو أحد القضاة الثلاثة؛ لقد رأيت هذا القاضي في المنام ليلة أمس، "همس"، يحمل بندقية ويصوب نحوي. فتحت صدري وقلت: صوِّب، أنا واقف هنا أمامك.

هذا هو جوهر المعركة بأكملها، في قصة صغيرة: صمود. ثبات. صبر. صدق!

ولكن، حتى في خضم هذا الألم، إيماننا بصمود أهلنا لا يتزعزع. سنبقى متكاتفين مساندين وسنستمر في دراسة الطريق.

رأس جرابة... ثبات في وجه العتمة!

^ الكاتب مركّز عدالة في النقب

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب