السودان: هجمات "الدعم السريع" على الفاشر تثير رفضًا عربيًا إسلاميًا ودعوات لهدنة

28 أكتوبر 2025

في وقتٍ تتزايد فيه الاتهامات لقوات "الدعم السريع" بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في مدينة الفاشر، بعد ثلاثة أيام من سيطرتها على المدينة الاستراتيجية في غرب السودان، تتسارع الإدانات الدولية والعربية لما تصفه منظمات حقوقية بـ«الانتهاكات الممنهجة»، وسط تقارير مقلقة مدعَّمة بصور أقمار اصطناعية تُعيد إلى الأذهان أحلك فترات الصراع في دارفور.

واتهمت القوة المشتركة الداعمة للجيش السوداني الثلاثاء قوات الدعم السريع بـ«إعدام أكثر من ألفي مدني أعزل» منذ الأحد في الفاشر، «معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن».

وبعد أكثر من 18 شهرًا من حصار دامٍ، سقطت الفاشر — آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور — بيد قوات الدعم السريع، ما مكّنها من بسط سيطرتها الكاملة على الإقليم الشاسع الذي يشكّل نحو ثلث مساحة السودان.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تلقت تقارير عن «إعدامات مروّعة» و«عنف جنسي استهدف النساء والفتيات» ارتكبته «مجموعات مسلّحة أثناء الهجمات وعلى المجموعات الفارّة».

وأعربت المفوضية عن قلقها من «تصاعد أعمال العنف الوحشية» منذ سقوط المدينة، مشيرة إلى «الخوف الشديد الذي يعيشه السكان بعد صمودهم طوال 500 يوم من الحصار».

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، لا يزال نحو 177 ألف مدني داخل المدينة ومحيطها، في ظروف إنسانية متدهورة.هذا، وأدانت دول ومنظمات عربية وإسلامية، الثلاثاء، بشدة الانتهاكات التي وقعت خلال هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر السودانية، وسط دعوات صريحة لهدنة إنسانية فورية.

🇸🇦 السعودية

في بيان رسمي، استنكرت المملكة «الانتهاكات الإنسانية الجسيمة» التي رافقت هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربي السودان، ودعتها إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية. وأكدت ضرورة التزام تلك القوات بالقانون الدولي الإنساني وبـ«إعلان جدة» الموقع في 11 مايو/أيار 2023.

🇶🇦 قطر

أعربت في بيان خارجي عن استنكارها «الانتهاكات المروعة» التي ارتكبت خلال الهجمات، وشددت بدورها على ضرورة حماية المدنيين وتأمين وصول الإغاثة.

🇪🇬 مصر

عبرت الخارجية عن «قلقها البالغ» إزاء التطورات، داعية إلى اتخاذ كافة الإجراءات لإقامة هدنة إنسانية فورية في كامل السودان، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار، مع استمرار دعمها للسودان الشقيق.

🇯🇴 الأردن

أعرب عن «القلق البالغ» حيال التطورات، واستنكر ما وصفه بـ«التصعيد الخطير» الذي يعيق التوصل إلى حلّ للأزمة، مؤكّداً دعمه لوحدة السودان واستقراره وسيادته.

🇰🇼 الكويت

أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين للانتهاكات السافرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع إثر استهدافها المدنيين الأبرياء العزّل في مدينة الفاشر. وأكدت على ضرورة توفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها دون عوائق، والالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يتسق مع إعلان جدة لعام 2023. كما جدّدت الكويت موقفها الثابت الداعي إلى الوقف الفوري للعنف وتغليب لغة الحوار وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار في السودان.

🇦🇪 الإمارات

علّقت دولة الإمارات على التطورات الميدانية في السودان، حيث كتب المستشار الرئاسي أنور قرقاش على منصة «إكس» أن «خسارة الجيش السوداني لمدينة الفاشر بعد حصار طويل تمثل محطة تستوجب التعقّل والواقعية، وإدراك أن المسار السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية».

ودعا قرقاش إلى الالتزام ببيان «الرباعية» التي تضم الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، والذي ينصّ على تشكيل حكومة مدنية انتقالية يُستبعد منها كل من الجيش وقوات الدعم السريع على حد سواء.

🕌 منظمة التعاون الإسلامي

أصدرت بيانًا أشارت فيه إلى «قلقها العميق» من الأوضاع في الفاشر، واستنكرت «الانتهاكات الإنسانية الخطيرة»، وجددت مناشدتها بإطلاق هدنة عاجلة عبر الحوار تمهيداً لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، حفاظاً على أرواح المدنيين ووحدة السودان.

🏛️ جامعة الدول العربية

أفادت بأنها تتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع بعد قرار انسحاب الجيش من الفاشر، وما تردّده وسائل الإعلام – بما فيها الأممية – عن ارتكاب جرائم مروّعة بحق المدنيين. ودعت إلى وقف فوري للأعمال القتالية في المدينة المحاصرة منذ ما يقارب العام، والسماح بمغادرة الراغبين منها دون عائق، وإيصال المساعدات، وتقديم المسؤولين للمحاكمة.

🌍 رابطة العالم الإسلامي: أدانت «بشدة» ما وصفته بالجرائم والانتهاكات المروّعة التي استهدفت المدنيين خلال الهجمات، وجددت دعوتها إلى الدخول في مسار حوار جاد وفاعل لوقف الحرب وإزالة أسبابها والتداعيات الكارثية على الشعب السوداني ووحدته.

⚠️ انتهاكات متواصلة

وفي وقت سابق الثلاثاء، دعت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى توفير «ممر آمن» يسمح للمدنيين بمغادرة الفاشر، فيما اتهمت قوة مشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش السوداني «الدعم السريع» بقتل ما يُقدَّر بألفَي مدني في الفاشر خلال يومي 26 و27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد أعلن الاثنين انسحاب الجيش من المدينة لتفادي مزيد من «التدمير والقتل الممنهج» على يد قوات الدعم السريع، فيما وصفت الخارجية في الخرطوم ما تقوم به الميليشيات "إبادة جماعية".

وفي السياق، يؤكد مراقبون للشأن السوداني، على أن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة للجيش السوداني في وقت سابق، لا تمثل مجرد نصر عسكري تكتيكي، إنما هي برأيهم تمثل نقطة تحول استراتيجية، في مسار الحرب الأهلية السودانية.

ويعتبر هؤلاء، أنه وبسيطرتها على الفاشر، فإن قوات الدعم السريع، تكون قد أحكمت سيطرتها على إقليم دارفور بكامله، كما أصبحت تتحكم في العمق الغربي للبلاد، بما يعنيه كل ذلك من إرباك لحسابات القوات المسلحة السودانية، ويشيرون إلى أنها وبسيطرتها على الحدود الغربية للسودان، فإنها ستجعل القوات المسلحة السودانية، منكفئة في حالة الدفاع عن قلب وشرق السودان.

ويشير محللون عسكريون، إلى أنه وبعد أن نجحت قوات الدعم السريع، في تأمين ظهرها غربا، فإنه يبدو من المنطقي، أن تركز نشاطها العسكري باتجاه الشرق والشمال، نحو قلب السودان، فيما يتوقعون أن تركز عملياتها في قادم الأيام، على إقليم كردفان، والذي في حالة سيطرتها عليه، ستكون قد قطعت آخر الطرق، التي تربط القوات المسلحة السودانية بغرب البلاد.

وبجانب كل ذلك، فإن استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، لا يخلو من أهمية رمزية واقتصادية، إذ أن المدينة تمثل العاصمة التاريخية لدارفور، وهو الإقليم الذي ينحدر منه، معظم قادة الدعم السريع، بما يمنحهم من وجهة نظر المراقبين، شرعية للحكم هناك تحدثوا عنها مرارا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب WhatsApp