النقب: ارتفاع بنسبة 5.7% على مستحقي شهادات البجروت في المجتمع العربي
28 أكتوبر 2025
نشرت وزارة التعليم، يوم الثلاثاء، "الصورة التعليمية القُطرية" للمدارس الثانوية للعام الدراسي 2023-2024، والتي تعكس مؤشرات التحصيل الدراسي، نسب الاستمرارية والتسرب، والفوارق في الميزانيات بين المركز والضواحي، وكذلك بين المجتمعين العربي واليهودي.
وارتفعت نسبة الحاصلين على شهادة البجروت في المجتمع العربي-البدوي في النقب بنسبة 5.7% - من 65.4% إلى 71.1% رغم الحرب وهدم البيوت وسياسة التهجير التي تنتهجها الحكومة.
🔹 ارتفاع لافت في نسبة الحاصلين على شهادة البجروت
أظهرت المعطيات أن نسبة الحاصلين على شهادة البجروت في المجتمع العربي ارتفعت إلى 78.3%، متجاوزة للمرة الأولى النسبة في المجتمع اليهودي التي بلغت 77.8%. ويُعد هذا التحوّل التاريخي مؤشرًا واضحًا على تحسّن أداء جهاز التعليم العربي في مختلف مناطقه، وخاصة في النقب، حيث تشهد المدارس البدوية جهودًا كبيرة من الإدارات التربوية والطواقم التعليمية لتحسين التحصيل.
في المقابل، قبل خمس سنوات فقط (2019)، بلغت النسبة العامة للحاصلين على البجروت في إسرائيل 69.7% فقط، ما يعني ارتفاعًا يقارب 7% خلال خمس سنوات، وهو تطوّر بارز يُظهر التحسّن في كل القطاعات، مع تقدم واضح للمجتمع العربي.
🔹 تقدم ملحوظ في النقب رغم التحديات
في المجتمع العربي-البدوي في النقب، ورغم التحديات البنيوية ونقص الموارد، سُجّل ارتفاع مستمر في نسب البجروت خلال السنوات الأخيرة، بفضل المبادرات التعليمية المحلية، وبرامج الدعم الموجهة للمدارس الثانوية في القرى غير المعترف بها والمدن البدوية.
ويشير مسؤولو التربية إلى أن هذا الإنجاز يعكس "جهودًا ميدانية حقيقية لمعلمي ومعلمات النقب الذين يعملون في ظروف صعبة، ومع ذلك يحققون نتائج تُضاهي المعدلات القُطرية".
🔹 فوارق في الميزانيات – الفجوة ما زالت قائمة
ورغم هذا التحسن، تُظهر "الصورة التعليمية" استمرار الفوارق في الميزانيات بين المركز والضواحي.
فبحسب المعطيات الرسمية، يحصل الطالب في المدارس الابتدائية في الضواحي على ميزانية تفوق نظيره في المركز بـ 18%، وفي المرحلة الإعدادية بـ 20%، غير أن هذا الدعم ما زال غير كافٍ لتعويض سنوات طويلة من التمييز في البنى التحتية والموارد البشرية.
كما تشير البيانات إلى أن الطالب العربي في المرحلة الابتدائية يتلقى تمويلاً متوسطه 24,177 شيكل سنويًّا، مقابل 23,650 شيكل للطالب اليهودي، إلا أن الزيادة تتركز في السنوات الأخيرة ضمن "سياسات تصحيحية" محدودة لا تُغطي كامل الفجوة التاريخية.
🔹 تراجع في نسب التسرب واستمرار في التحصيل
انخفضت نسبة التسرب القُطرية إلى 0.9% فقط، مقارنة بـ 1.5% قبل عقد تقريبًا، فيما بلغت نسبة الاستمرارية في الدراسة 81%.
ويؤكد مدير عام وزارة التعليم، مئير شمعوني، أن "وراء هذه الأرقام تقف قصص بشرية وجهود يومية لمعلّمين ومديرين يعملون بإصرار رغم التحديات"، مضيفًا أن "الارتفاع في نسب البجروت والتفوق والتقليص في الفجوات دليل على أن الجهاز لا يصمد فحسب، بل يتقدم بخطى ثابتة".