آلاف المتظاهرين في بئر السبع والجنوب يدعون للبدء بمسار سياسي يجلب الأمن والاستقرار
تقرير: ياسر العقبي | 12 أكتوبر 2025
عشية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، شهدت مدينة بئر السبع وعددًا من بلدات الجنوب مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف من المواطنين، الذين عبّروا عن سعادتهم بتوقيع الاتفاق المرتقب وعودة الرهائن الإسرائيليين إلى عائلاتهم بعد فترة طويلة من القلق والترقّب.
أسماء المتحدثين: د. يعلا رعنان | مواطنة من كيسوفيم بغلاف غزة؛ هرتسل ريغيف | مواطن من بئر السبع
د. يعلا رعنان، من كيبوتس كيسوفيم بغلاف غزة: "نحن نأمل أن نتمكن من نزع الشريط الأصفر يوم الاثنين، لأن جميع المخطوفين سيعودون، واتمنى أن يستطيعوا التعافي، وأن يدفن من يجب دفنه. ولكن من ناحيتي هذا ليس النهاية. هذا الاتفاق يجب أن يكون أيضا اتفاقا يوقف الحرب على غزة، وفي المستقبل حتى قد يؤدي - ويجب أن يؤدي - إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. حتى ذلك الوقت لن نستطيع جلب الهدوء والسلام، لا للاسرائيليين اليهود ولا للفلسطينيين. فهذا حلمي، ان شاء الله".
ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى إعادة كافة الرهائن، مؤكدين أن فرحتهم لن تكتمل إلا ببدء مرحلة سياسية جديدة تقود البلاد نحو الأمن والاستقرار، فيما شهدت الساحات أجواءً احتفالية.
هرتسل ريغيف، محتج من مدينة بئر السبع، قال: "نحن نقف ربما في لحظة تاريخية - الحرب تنتهي. توقفت الآن ونأمل أن يعود الناس، وأن يتحسن الوضع على جانبي الحدود. هناك استعداد دولي، برأيي، لحل المشاكل بجدية، ونرجو أن يتواجد القادة الذين سيفعلون ذلك".
وأكد المشاركون أنهم سيواصلون نضالهم السلمي حتى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، واختيار قيادة تريد صنع السلام لا تأجيج الصراعات.
♦️الإفراج عن 20 رهينة
في غضون ذلك، ومع ترقب هبوط طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الاثنين في مطار "بن غوريون" في اللد، أعلن ديوان رئيس الحكومة أن عملية تسليم الرهائن الإسرائيليين ستبدأ غدًا في ساعات الصباح الأولى، بعد أن أكملت حركة حماس تعداد الأحياء وقام بتوزيعهم على نقاط مختلفة داخل قطاع غزة استعدادًا لتسليمهم. وأفاد مصدر رفيع في حماس أن وفود المنظمة ستلتقي الصليب الأحمر الليلة لتنسيق آلية التسليم.
وكانت بعض وسائل الإعلام الدولية قد نقلت تقارير تفيد بأن حماس أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة لتسليم 20 محتجزًا اليوم، لكن هذه التقارير لم تتأكد من مصادر أخرى، ولم تصدر أي رسائل مماثلة إلى الحكومة الإسرائيلية. وأوضح المتحدث باسم الحكومة أن إسرائيل مستعدة أيضًا لاحتمال تقديم موعد التسليم، لكن وفق ما تم الاتفاق عليه، ستبدأ العملية غدًا.
في إسرائيل، يوضح المسؤولون أن العملية حساسة للغاية: وفق الاتفاق، سيتم تسليم الرهائن الأحياء أولًا، يليهم تسليم الجثث، مع إمكانية ألا يتم تسليم كل الجثث بحلول الموعد المحدد.
وقد بدأت التحضيرات الطبية بالفعل: فرق طبية في الميدان ستتخذ القرارات بشكل فوري، وثلاث مستشفيات رئيسية - إيخيلوف في تل أبيب، شيبا في تل هشومير، وبيلنسون في بتاح تكفا - مستعدة لاستقبال الرهائن الذين سيعودون في حالة صحية صعبة بعد سنتين من الأسر.
وأكدت "إدارة المختطفين" في إسرائيل استكمال كل الاستعدادات لاستقبالهم، بما في ذلك الملابس والمستلزمات الشخصية والأجهزة الإلكترونية، وتم الاتصال بجميع العائلات لإبلاغهم بتقييم وضع أحبائهم.
على الجانب الفلسطيني، أفيد بأن التحضيرات جارية أيضًا لاستقبال الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار الاتفاق، وأن الفصائل الأخرى في غزة أكملت كل الترتيبات اللازمة لتنفيذ الصفقة، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على السرية وعدم كشف مواقع وحدات حماس أثناء التسليم. كما تجرى محادثات إضافية بين الوسطاء لحل القضايا العالقة المتعلقة بقائمة السجناء الفلسطينيين لضمان سير العملية دون أي عقبات.