محو "الخاوة"... خيار ومسؤولية
بقلم: رائد أبو القيعان | 11 أكتوبر 2025
إنّ محو ظاهرة "الخاوة" ليس شعارًا عابرًا، بل خيار وطني وأخلاقي علينا جميعًا أن نحمله بوعيٍ وشجاعة. البداية يجب أن تكون من المجالس المحلية ووزارة التربية والتعليم، فهناك كانت البذرة الأولى، ومن هناك تمددت هذه الظاهرة حتى أصبحت كالأخطبوط تلامس مفاصل حياتنا اليومية.
لقد تحولت "الخاوة" إلى جسم منظم له نفوذ ومصالح، يستخدم أساليب دخيلة غريبة عن قيمنا ومجتمعنا، وعلينا أن نشير بوضوح إلى المواقع التي تُفرّخ هذه العصابات دون خوفٍ أو تردّد.
♦️حين تسلّل الفساد إلى التربية
من المؤسف أن نرى بعض مظاهر هذا الأسلوب قد تسللت إلى مؤسسات تربوية يُفترض أن تكون منارة للقيم والنزاهة.
فالمدارس هي المربي الأول والمسؤول الأكبر عن غرس الأمانة والعدالة في نفوس الأجيال، لكن بعض الممارسات شوّهت الرسالة، وشهدنا في السنوات الأخيرة مظاهر مؤسفة لذلك.
♦️الإصلاح يبدأ من التفاصيل اليومية
لقد آن الأوان أن نتحمّل مسؤوليتنا، وأن نكون عونًا لمجتمعنا لا عبئًا عليه.
احملوا الأمانة والرسالة كما يجب، فالإصلاح لا يبدأ بالشعارات، بل بالتفاصيل اليومية التي تصنع الفرق:
▪️في منح قسائم البناء والتراخيص.
▪️في التوظيف داخل الوظائف الشاغرة.
▪️في التخصيصات داخل المؤسسات التربوية.
▪️في إدارة المشاريع والمناقصات العامة.
▪️وفي غيرها من الأمثلة الكثيرة التي نعرفها جميعًا.
♦️بين العيب والتطبيع مع الخطأ
لقد دمجنا العيب في نمط حياتنا حتى أصبح مألوفًا، وصرنا نصف السرقة بالمساعدة، والظلم بالعرف، والمحسوبية بالعلاقات.
العيب فينا... ولسنا نحن من نعيب الزمان.
الزمان لم يتغير، بل نحن من غيّرنا القيم وبدّلنا المبادئ.
♦️بداية جديدة للنزاهة والكرامة
فلنبدأ من أنفسنا، ولنجعل محو "الخاوة" بدايةً لطريقٍ جديد من النزاهة والكرامة.
فلا إصلاح بلا شجاعة، ولا كرامة بلا مواجهة.
*الكاتب من مهجري أم الحيران