منظمات حقوق الإنسان طلبت شطب التماسها لنقل المساعدات إلى قطاع غزة
5 سبتمبر 2025
قدّم كلّ من منظمة "چيشاه – مسلك"، "هموكيد - المركز لحماية الفرد"، "أطباء لحقوق الإنسان – إسرائيل"، و"جمعية حقوق المواطن في إسرائيل"، طلبًا إلى المحكمة العليا لشطب الالتماس الذي يطالب دولة إسرائيل بإنهاء تجويع سكان قطاع غزة وضمان مرور فوري وكاف للمساعدات الإنسانية.
اضطر مقدمو الالتماس إلى اتخاذ هذه الخطوة الاستثنائية بعد أن تبيّن لهم أنّه ليس هناك أية رقابة قضائية على الجرائم التي ترتكبها الدولة، على الرغم من أنّ هذه الجرائم أدّت إلى حالة من المجاعة الجماعية في شمال القطاع، وامتدت الى سائر مناطق القطاع. وفي حين زعمت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية (ICJ) في لاهاي، في الدعوى التي قدّمتها جنوب أفريقيا ضدها بتهمة الإبادة الجماعية، أنّ أبواب المحكمة العليا مفتوحة أمام كل من يرغب بالطعن في أفعالها، فإن هذا الالتماس في الواقع بقي مركونا بلا حراك، ولم تُلزم الدولة بتقديم أي توضيح وتفسير لممارساتها.
بررت المحاميتان أسنات كوهين-ليفشيتس وسيغي بن آري من منظمة "چيشاه – مسلك" الطلب بالقول: "منذ 18 أيار 2025، حين جرى تقديم الالتماس العاجل – وعلى مدى أكثر من ثلاثة أشهر – منعَت المحكمة انعقاد جلسة للنظر فيه وامتنعت عن ممارسة أية رقابة قضائية وظيفتها فحص ما إذا كانت السياسة التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة تتماشى مع القانون الإنساني ومع القانون الإسرائيلي (...). لقد كرّر الملتمسون طلباتهم لتحديد جلسة عاجلة أمام هيئة قضائية، لكن أبواب المحكمة العليا بقيت مغلقة بإحكام".
وأشار الملتمسون إلى أنهم عرضوا مرارًا معطيات حول الوضع الكارثي في قطاع غزة، رغم ذلك، منحت المحكمة ضوءًا أخضر لسياسة إسرائيل الإجرامية: "إن محكمة تقف موقف المتفرج، على الرغم من أنه طُلب منها تقديم انصاف قانوني عاجل لملايين البشر المجوّعين، تبعث برسالة واضحة إلى الدولة مفادها أنّها مخوّلة بحرية استخدام قوتها الهائلة وبأي وسيلة تشاء. وبالفعل، فقد واصلت دولة إسرائيل ارتكاب أخطر الجرائم بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ومن دون أي رادع".
في هذا السياق، أشار الملتمسون إلى أنّه في تقرير حديث للجنة فحص حالة الجوع التابعة لـ"المؤشر الدولي لتصنيف مراحل الأمن الغذائي" (IPC) الذي نُشر في 22.8.2025, تم الجزم لأول مرة أنّ تسود في محافظة مدينة غزة بالفعل مجاعة جماعية (Famine)، وأنّ هذا الوضع مرشّح لأن يتفشى خلال الأسابيع القريبة إلى محافظات إضافية في وسط وجنوب القطاع. أضاف مقدمو الالتماس: "إن المجاعة في غزة هي من صنع الإنسان بالكامل ويمكن وقفها"، مؤكدين: "من أجل القضاء على المجاعة، هناك حاجة إلى استجابة فورية وعلى نطاق واسع. أي تأخير إضافي، ولو لبضعة أيام فقط، سيؤدي إلى تدهور غير مسبوق في أعداد الوفيات نتيجة الجوع".
في ختام طلبهم، قدّم الملتمسون شهادة "ن"، وهي سيدة فلسطينية تعيش في القطاع مع زوجها وابنهما البالغ من العمر ثلاث سنوات: "حياتنا مهدَّدة يوميًا، وحياة طفلنا الصغير في خطر مباشر. لا نستطيع أن نوفر له الطعام أو نحميه من الخوف والدمار. كل ما يريده هو أن يأكل مثل بقية الأطفال وأن يعيش حياة كريمة وآمنة كسائر الأطفال في أرجاء العالم. نحن نعاني بلا مأوى، كهرباء، أدوية وحتى مياه صالحة للشرب. إننا كعائلة، عاجزون تمامًا عن توفير أبسط حقوق الإنسان الأساسية".
وعليه فقد طلب الملتمسون شطب التماسهم: "لا يجد الملتمسون جدوى في الاستمرار في إدارة إجراء عديم الفائدة، إذ أن المستفيد الوحيد منه هو الدولة فقط: فهي تواصل استخدام القوة بلا ضوابط، تجويع الأبرياء، ومنعهم من الحصول على مساعدات إنسانية منقذة للحياة (...) بينما في الخارج تُظهر بمظهر من يغسل يديه من المسؤولية".
▪️غضب إسرائيلي من عدد "اليوم السابع" حول 700 يوم على إبادة غزة
وفي السياق، أحدث العدد الورقي لـصحيفة "اليوم السابع" المصرية، يوم الجمعة، حول 700 يوم على إبادة غزة، حالة من الغضب في وسائل الإعلام الإسرائيلية ومنصات التواصل الاجتماعي والذي تناول "رصد جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها اليمين المتطرف ضد النازحين الفلسطينيين في غزة".
واستعرضت وسائل إعلام إسرائيلية منها تلفزيون "كان" العبري وقنوات إخبارية إسرائيلية ومنصات إعلامية عبر "تيليجرام" العدد اليومي حول مرور 700 يوم من الحرب على غزة، وأبرز الإعلام عنوان ملف اليوم السابع "نكبة القرن" مع استمرار آلة القتل الإسرائيلية في حصد أرواح الفلسطينيين.
ونشرت قناة "كان" صورة العدد الورقي لصحيفة "اليوم السابع" وأبرزت صورة "الشمعدان ذو الأطراف السبعة" حيث تعبر كل شمعة فيه عن 100 يوم من القتل والإبادة والتدمير – وفق الصحيفة.
وشن عدد من الإعلاميين الإسرائيليين في تعليقاتهم عبر منصة "إكس" و"تليجرام" هجوما على مؤسسة "اليوم السابع"، واصفين تغطية الصحيفة بـ"معاداة السامية ودعم الرواية التي ترددها حماس"، على حد قولهم.
على جانب آخر، أشاد عدد كبير من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين في غزة عبر حساباتهم الشخصية على مواقع "التواصل الاجتماعي" بعدد صحيفة "اليوم السابع". وعلق موقع "أمد" الفلسطيني على التغطية بالقول: "الكلمة قنبلة من طراز خاص .. مخرز اليوم السابع في عين دولة الاحتلال.. عندما يكون الإعلام رسالة وليس تجارة".
وتناول تقرير "اليوم السابع" في عدد الجمعة "مخططات حكومة اليمين الإسرائيلية التي ترمي لتنفيذها في الأراضي الفلسطينية المحتلة بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وذلك بقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الفلسطينيين والتخطيط لتهجير السكان الفلسطينيين سواء في غزة والضفة والقدس من أرضهم والتخلي عنها لصالح الاستيطان الذى توحش بشكل كبير خلال العقود الماضية دون أي ردع لليمين الإسرائيلي الذى يقود مخطط سرقة وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية لبناء المستوطنات"، وفق ما جاء في التقرير.