الوحدة بين الأحزاب: ضرورة ملحّة، ولكن ليست بأي ثمن

بقلم: عقاب عواودة | 6 يوليو 2025

العنف، الجريمة، هدم البيوت، التمييز والتهميش... ليست مجرد أحداث متفرقة، بل سياسة ممنهجة تهدد وجود المجتمع العربي في هذه البلاد.

نحن أمام تهديد وجودي حقيقي يتجاوز قضية الخدمات المدنية المستحقة، ليصل إلى جوهر كينونتنا وحقوقنا الجماعية.

وما يزيد الطين بلة هو تسارع سنّ القوانين العنصرية التي تستهدف وجودنا، وتضيّق الخناق علينا في كل مجالات الحياة: من الأرض والمسكن، إلى التعليم والعمل والحريات.

لذلك، فإن الحديث عن وحدة سياسية بين الأحزاب يجب أن يكون حديثًا مسؤولًا، مبنيًا على أسس واضحة:

وحدة تقوم على الصدق، والاحترام المتبادل، والاعتراف المتوازن بمكانة كل طرف، وفق برنامج سياسي واضح وجريء.

وحدة لا تُبنى على صفقات ولا على حسابات ضيقة، ولا تُسلخنا عن واقعنا وعمقنا العربي، ولا تفصلنا عن قضيتنا من أجل فتات هنا أو وعود هناك.

ومن أهم شروط هذه الوحدة، بل من مفاتيح نجاحها، إقصاء بعض الوجوه في كل الأحزاب، تلك التي التصقت بالكراسي وأصبحت عنوانًا للفشل والانقسام، وتنفيرًا للناس من صناديق الاقتراع.

استمرار هذه الأسماء في تصدّر المشهد السياسي يُفقد المشروع مصداقيته، ويُعمّق أزمة الثقة بين الناس وأحزابهم.

الوحدة الحقيقية لا تكتمل بدون تجديد في الوجوه، وضخ دماء جديدة تعبّر عن الناس، وتمثّلهم بكرامة، وتعيد ثقتهم بالعمل السياسي.

كما أن الابتعاد عن المناكفات، والخلافات الشخصية، والحسابات الضيقة لم يعد خيارًا، بل أصبح شرطًا أساسيًا لأي وحدة حقيقية.

والوحدة التي نطمح إليها يجب أن تقوم على برنامج سياسي يدمج بين الواقعية السياسية من جهة، واحتياجات مجتمعنا وثوابته من جهة أخرى، تلك الثوابت التي لا يجوز مقايضتها لا بميزانيات ولا بخدمات، مهما كانت مستحقة.

التغيير أصبح مطلبًا عامًا، والتجديد ضرورة لا بد منها، والوحدة لا تزال ممكنة.

لكنها تحتاج إلى إرادة صادقة، وبرنامج نضالي حقيقي يعيد الأمل والثقة بالمشروع السياسي العربي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب WhatsApp