تجديد الثقة بالشيخ عطية الأعسم لرئاسة المجلس الإقليمي بفارق 3 أصوات
28 يونيو 2025
أُعلن يوم السبت عن فوز عطيّة الأعسم برئاسة المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، عقب انتخابات ديمقراطيّة جرت في ظلّ واقعٍ شديد القسوة يعيشه النقب وأهله، في مواجهة تصاعد سياسات الهدم والاقتلاع الّتي تنفّذها الحكومة في القرى تجاه البيوت والأهالي.
وصوت لصالح رئيس المجلس الحالي 17 عضو لجنة محلية، مقابل 14 عضوًا صوتوا لمنافسه خالد الأصلع.
وأسفرت النتائج أيضًا عن انتخاب معيقل الهواشلة نائبًا للرئيس.
وجاء في بيان صادر عن المجلس الإقليمي أن "هذه الانتخابات تأتي في لحظة مفصليّة، تتطلّب وحدة الصفّ ووضوح الموقف في وجه آليّات الهدم اليوميّة، والّتي باتت تهدّد ليس فقط البيوت، بل الوجود والكرامة والحقوق".
وفي أوّل تصريح له بعد إعلان النتائج، عبّر الأعسم عن شكره وتقديره لمنافسه خالد الأصلع، مشيدًا بروح المنافسة النزيهة، ومؤكدًا على أن تبقى يده ممدودة للجميع في مواجهة التحدّيات، وأضاف: "اليوم لا يوجد خاسر أو رابح، فالرابح الحقيقي هو قرانا وبلداتنا الّتي تحتاج إلى تضافر الجهود وتوحيد الصفوف. المطلب الأساسي اليوم هو وقف سياسات الهدم والاقتلاع، والاعتراف الكامل بالقرى غير المعترف بها".
واختتم الأعسم تصريحه بالتشديد على أنّ المجلس الإقليمي سيبقى هيئة جامعة، تتواصل مع الأهالي، وتبقى حاضرة في كلّ ميادين النضال الشعبي والميداني، من أجل تخطيط مستقبل أفضل للنقب وأهله، وإنصاف قراه وبلداته. كما وجّه دعوة مفتوحة للجميع إلى المشاركة الفاعلة في الفعاليّات والنشاطات الجماهيريّة القادمة، دفاعًا عن الأرض والحقّ والوجود في النقب.
من جانبه عقب خالد الأصلع، رئيس اللجنة المحلية لقرية صويين: "خضتُ الانتخابات لرئاسة المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها انطلاقًا من إيمانٍ راسخ بضرورة التغيير، وسعيًا نحو نهضة حقيقية تخدم مجتمعنا، وترفع صوت قرانا وقضاياها إلى المكانة التي تستحق. ورغم أن الحظ لم يحالفني، وكانت النتيجة بفارق ثلاثة أصوات، فإن هذه المحطة كانت تجربة مهمة في مسيرتنا الجماعية".
وتابع قائلا: "من المؤسف أن جزءًا من أعضاء المجلس تم تعيينهم دون شفافية، وبغير رضا اللجان المحلية في القرى، كما شهدت هذه الانتخابات تدخلًا فعليًا من خارج النقب، قامت به شخصيات ذات نفوذ استغلّت مواقعها للتأثير المباشر على مجريات التصويت، وتوجيه النتيجة لصالح مرشح بعينه. هذا السلوك مرفوض أخلاقيًا ووطنياً، ويضرب في صميم استقلالية القرار المحلي، ويُضعف الثقة بالمؤسسات التمثيلية. لكننا ماضون في الطريق، وسنواصل العمل والمطالبة والتنظيم كما عهدتمونا، بكل صدق وإصرار، دفاعًا عن حقنا في التمثيل العادل والقرار الحر".
وختم قائلا: "أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساندني، وبالأخص رؤساء اللجان المحلية الذين منحوني ثقتهم. وأعدكم أنني باقٍ على العهد، وسأستمر في عملي من كل موقع، لأجل الجميع، وبروح جماعية لا تعرف اليأس. كما أبارك للأخ عطية الأعسم انتخابه رئيسًا للمجلس، وللأخ معيقل الهواشلة توليه منصب نائب الرئيس، راجيًا لهما التوفيق في أداء هذه الأمانة".
من جانبها، باركت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب فوز الأعسم برئاسة المجلس الإقليمي، وشكرت خالد الأصلع على "منافسة ديمقراطية راقية، شكّلت معًا عرسًا ديمقراطيًا حقيقيًا، حتى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها النقب". وجاء في بيان: "لقد أثبت أبناء النقب من جديد تمسّكهم بالاستحقاق الديمقراطي وممارسة الحق في اختيار ممثليهم، وهو ما يعكس وعيًا سياسيًا عاليًا وإرادة جماعية لمواصلة الطريق نحو انتزاع حقوقنا المشروعة. نبارك لجميع الأهالي هذه الانتخابات، ونتمنى التوفيق للرئيس المنتخب في خدمة أهلنا وقضايانا العادلة، وعلى رأسها: الاعتراف بقرانا غير المعترف بها، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتأمين الحق في المسكن والعيش الكريم. وحدتنا هي قوتنا، ونضالنا مستمر حتى نيل حقوقنا كاملة".