ناشطون يطلقون دعوة لمقاطعة مدينة بئر السبع على خلفية ردود الفعل المتشفية

تقرير: ياسر العقبي | 4 يونيو 2025

يشهد النقب توترًا متصاعدًا، ليس فقط بسبب حرارة الصيف، بل نتيجة الغضب الشعبي بعد هدم منازل مئات العائلات وترك الآلاف دون مأوى.

في ظل هذا الوضع، دعا نشطاء إلى مقاطعة اقتصادية شاملة لمدينة بئر السبع، احتجاجًا على المعاملة المهينة خلال مظاهرة سلمية، حيث سُجلت مخالفات وقوف للمتظاهرين بدلًا من الاستماع لمطالبهم وتم تسجيل مئات ردود الفعل المتشفية والمستهترة بآلام المواطنين العرب-البدو من قبل الجمهور اليهودي في شبكات التواصل الاجتماعية.

شاهد اللقاءات على قناة يوم البادية على اليوتيوب: علي أبو شحيطة | ناشط من القرين-العقبي؛ سليمان الهواشلة | مدير عام المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها؛ حسين الرفايعة | رئيس لجنة قرية بير الحمام؛ سليمان العتايقة | عضو بلدية رهط؛ ناصر أبو هدوبة | ناشط من قرية أبوتلول

تقدر القوة الشرائية للعرب-البدو في النقب في مدينة بئر السبع بنحو نصف مليار شيكل سنويًا، ويرى الناشطون أنّ تراجعًا بنسبة ثلاثين في المئة في المبيعات كفيل بإحداث هزة اقتصادية في مدينة تعاني أصلًا من ضعف القوة الشرائية. ويتم حاليًّا تداول قوائم بالمحالّ المستهدفة، إلى جانب بدائل بأسعار أقل في البلدات والقرى العربية في النقب.

بعد هدم مئات المنازل في القرى غير المعترف بها، وترك آلاف السكان دون سقف يأويهم، ظهرت دعوة علنية في صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للمجتمع البدوي في النقب: "قاطعوا المحال التجارية في بئر السبع...!".

الدعوة لا تقتصر على الغضب فقط. بل تنطلق من رغبة بتغيير المعادلة: الاقتصار على مظاهر العيد الدينية تضامنًا مع العائلات المنكوبة. دعم الاقتصاد المحلي عبر الشراء من الأسواق المحلية أو الخليل وتشجيع التجار المحليين على تقديم تسهيلات لأبناء مجتمعهم.

المقاطعة المقترحة تستهدف المجمعات التجارية الكبرى، محلات الأثاث، الأجهزة الكهربائية، الصيدليات، وحتى متاجر الملابس. ويقول المنظمون إن خسارة 30% من حجم المبيعات قد تكون كافية لتهز اقتصاد المدينة – مدينة تُصنّف أصلًا ضمن مؤشّر اجتماعي-اقتصادي متوسط، وتفتقر لقوة شرائية كبيرة.

في الوقت ذاته، يتم تداول قوائم لمحال تجارية ومجمعات في بئر السبع يدعو النشطاء إلى مقاطعتها، في حين تُعرض بدائل بأسعار أقل بكثير. المفارقة؟ مئات الشقق الاستثمارية الخالية في بئر السبع – والتي أصبحت عبئًا على أصحابها – قد تكون اليوم الملاذ المؤقت للمهجّرين من بيوتهم.

قد تبدو هذه المقاطعة الاقتصادية خطوة رمزية، لكنها في الحقيقة تحمل وزنًا سياسيًا واجتماعيًا كبيرًا. إنها صرخة احتجاج… لكنها أيضًا محاولة لإعادة رسم العلاقة بين سكان النقب والسلطات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب WhatsApp