نكبة مستمرة… لا تنسوهم!
بقلم: حسين الرفايعة | 1 يونيو 2025
لا تنسوا، ولو للحظة، أولاد الخرومي، ماذا حلّ بهم الآن؟ أطفال يجلسون في المدارس ومؤسسات عامة بعد أن هُدمت بيوتهم وخيامهم. لا تنسوا أولاد الوليدي، والغنامي، وأبو هليّل – الذين هُدمت خيامهم الأسبوع الماضي، بعد أن هُدمت بيوتهم من قبل.
لا تنسوا أولاد أبو عصا، ومن قبلهم أولاد الغول. كل هؤلاء ليسوا أرقامًا ولا مجرد أسماء، بل ضحايا لسياسة اقتلاع ممنهجة، تنفّذها حكومة بن غفير - سموتريتش، تحت غطاء القانون، وبمباركة الصمت.
نحن نتحدث عن قرابة 700 بيت مهدوم، أي ما يقارب 700 عائلة مشرّدة، وأكثر من 700 قصة ألم لم تُروَ بعد. ومع اقتراب أيام العيد، هناك قرى بأكملها مهددة بالترحيل القسري: البقيعة، راس جرابا، وأم البدون وغيرها من القرى مسلوبة الاعتراف، التي تُخطط هذه الحكومة العنصرية لاقتلاعها من جذورها. ولا يكاد يخلو مكان في النقب من أوامر هدم – وكأن الهدم صار هو القانون.
حين خرج الشباب بالآلاف في مظاهرة الكرامة، لم يخرجوا عبثًا. كثيرون منهم فقدوا بيوتهم، وهم على أبواب الزواج. هذه ليست مجرد أزمة سكن. هذه جريمة منظمة، تُنفذ باسم "النظام"، لكنها في حقيقتها نكبة مستمرة تُعيد إنتاج المأساة كل يوم.
في أي قانون في العالم يُجرَّم الإنسان لأنه يعيش على أرضه؟ في أي نظام يُسمح بهدم القرى وتجريف البيوت بحجة "التنظيم"؟ هذا لا يحدث إلا هنا، في هذه الدولة التي تصنع من "القانون" سوطًا لجلد أهل الأرض.
لا تنسوهم، لا تصمتوا، فالصمت شراكة. والنكبة لن تتوقف إلا حين نوقفها نحن.
^الكاتب هو ناشط جماهيري ورئيس اللجنة المحلية لقرية بير الحمام