النقب: أهالي قرية السر يهدمون بيوتهم بأيديهم إثر رد المحكمة الاستئناف على قرار الهدم
تقرير: ياسر العقبي | 26 مايو 2025
قام عدد من أهالي قرية السر مسلوبة الاعتراف في النقب بهدم مساكنهم بأيديهم، وذلك في أعقاب قرار المحكمة رفض الاستئناف الذي تقدمت به العائلات المتضررة من أوامر الهدم، ولمنع فرض غرامات باهظة على المواطنين.
ومن بين المنازل التي قام الأهل بإخلائها وهدمها بأنفسهم، بمساعدة العشرات من الناشطين، كان منزل النائب المرحوم سعيد الخرومي، الذي شهد العشرات من اللقاءات للتخطيط للنضال من أجل الحقوق المدنية للعرب-البدو في النقب.
ودعت لجنة التوجيه لعرب النقب والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها كافة رؤساء المجالس العربية في النقب ونوابهم، وأعضاء السلطات المحلية، ورؤساء اللجان المحلية في القرى غير المعترف بها، إلى المشاركة الفاعلة في الاجتماع الجماهيري للتخطيط للخطوات القادمة التي تعتبر مصيرية بالنسبة لكافة العائلات العربية في الجنوب.
شاهد اللقاءات على موقع قناة "يوم البادية": ياسر الخرومي | رئيس اللجنة المحلية قرية السر؛ يوسف زيادين | عضو اللجنة المحلية قرية وادي النعم؛ حسين الرفايعة | رئيس اللجنة المحلية قرية بير الحمام؛ وليد الهواشلة | نائب عن الموحدة؛ يوسف العطاونة | نائب عن الجبهة-العربية للتغيير
ودعت اللجنة والمجلس إلى اجتماع جماهيري واسع، مساء الاثنين، في قرية السر، وذلك في أعقاب هدم بيوت عائلة الوليدي ورفض المحكمة المركزية في بئر السبع الاستئناف الذي تقدمت به العائلات المتضررة.
وأكد المتحدثون أنّ "المرحلة التي نمر بها خطيرة ومصيرية، وتتطلب توحيد الصفوف وتكريس كل الجهود لرفع قضية النقب إلى رأس سلم الأولويات. فكرامة وحقوق أهلنا في العيش على أرضهم بكرامة هي أولاً".
كما دعت اللجنة والمجلس، في بيانهما "الإخوة في لجنة المتابعة العليا، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والأحزاب العربية، وأعضاء الكنيست العرب إلى تحمّل مسؤولياتهم، والعمل الجاد والموحد من أجل إسقاط مخطط شيكلي"، والتأكيد على أن "المخطط لن يمر".
وشدّد البيان كذلك على أهمية "التواجد مع أهلنا في قرية السر منذ ساعات صباح يوم غد الاثنين، لكل من يستطيع ذلك"، تعبيرًا عن التضامن والمساندة الفعلية في وجه سياسات الهدم والملاحقة.
وختم البيان بالتشديد على أن "قضيتنا هي معركة بقاء على أرض الآباء، ولا خيار أمامنا سوى الانتصار. فسياسة بن غفير - شيكلي ستفشل بصمودنا ووحدتنا وتمسكنا بحقنا في البقاء والبناء".
وفي السياق، أعلن المجلس المحلي في بلدة شقيب السلام، مساء الأحد، اضرابا مفتوحا يشمل جميع أقسام المجلس، بما في ذلك المدارس، باستثناء التعليم الخاص والطلبة المتقدّمين لامتحانات البجروت، وذلك احتجاجًا على تنفيذ أوامر الهدم بحق منازل عائلة الخرومي.
وجاء في بيان صادر عن المجلس وصلت لموقع قناة "يوم البادية" نسخة عنه "أنه بعد تجاهل الجهات المختصة لمطالبنا العادلة وضرب قراراتنا وتحذيراتنا عرض الحائط، واستمرارها في تنفيذ أوامر الهدم بحق بيوت عائلة الخرومي، يعلن المجلس المحلي شقيب السلام عن دخوله في إضراب مفتوح يشمل جميع أقسام المجلس، بما في ذلك المدارس، باستثناء التعليم الخاص والمتقدمين لامتحانات البجروت".
وأوضح المجلس المحلي، أنه "سبق وأن حذر الجهات المختصة من مغبة الاستمرار في تنفيذ أوامر الهدم دون التوصل إلى تسوية عادلة تحفظ كرامة العائلات وتحمي السلم الأهلي، إلا أن جميع النداءات والمواقف لم تلقَ أي تجاوب".
ومضى البيان: "بصفتنا مجلسًا مسؤولًا وملتزمًا تجاه أهلنا، نُعلن عن فتح المدارس كموقع مؤقت لاستقبال العائلات المتضررة، إلى حين إيجاد حل إنساني وعادل لهم".
وتابع البيان: "إننا في المجلس المحلي شقيب السلام نؤكد على ما يلي: نرفض بشدة سياسة الهدم ونتضامن بالكامل مع عائلة الخرومي. كما وإننا نطالب الجهات المختصة بتجميد فوري لعمليات الهدم والدخول في حوار جدي لتسوية عادلة".
وختم بيان المجلس المحلي: "ندعو جميع أبناء المجتمع، المؤسسات، والقيادات المحلية للوقوف صفًا واحدًا في هذه اللحظات الحرجة. وإننا مستمرون في خطواتنا الاحتجاجية حتى يتم إحقاق الحق وإنهاء هذه المأساة" - إلى هنا نص البيان.
وكان الأهل من عائلتي الغنامي وأبو هليّل اضطروا إلى هدم الخيام التي تقيهم من حر الصيف، بعد أن قاموا سابقًا بهدم بيوتهم، وذلك بعد أن هددت السلطات بهدمها! وقال أحد أبناء عائلة الغنامي: "الجرافات وصلت إلى مركز قرية أبو قرينات ثم عادت أدراجها بعدما أدركت أنه لم يتبقَّ ما يمكن هدمه، وذلك بعد أن قام الأهل من الغنامي وأبوهليّل بتفكيك الخيام المؤقتة الأسبوع الماضي".