رؤساء السلطات المحلية في النقب ينتقدون زيارة بن غفير ويصفونها بالاستعراضية

تقرير: ياسر العقبي | 9 مايو 2025

في مؤتمر صحفي عُقد يوم الخميس، شنّ رئيس بلدية رهط طلال القريناوي، هجومًا لاذعًا على وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي زار المدينة ضمن حملة للشرطة، لكنه امتنع عن تقديم الدعم لموظفي البلدية رغم العثور على عبوة ناسفة في مكتبه، ولفت إلى الواقع الصعب، حيث سُجلت 35 حادثة إطلاق نار وتهديدات ضده وضد مؤسسات عامة أخرى في المدينة.

وفي مساء نفس اليوم أصيب شاب (21 عامًا) بجراح خطيرة إثر تعرضه لاطلاق نار في مغسلة سيارات على مدخل حارة 8 بمدينة رهط، حيث أشار قياديون أن ذلك يؤكد أنّ حملة الشرطة كانت استعراضية لصالح الوزير المسؤول عنها.

شاهد اللقاءات على موقع قناة "يوم البادية": طلال القريناوي | رئيس بلدية رهط؛ حابس العطاونة | رئيس مجلس حورة؛ طلب أبو عرار | رئيس مجلس عرعرة النقب؛ شريف الأسد | رئيس مجلس اللقية

وفي تأكيدهم على نبذ العنف وتخصيص ساعتين في المدارس حول القضية، رفض رؤساء السلطات المحلية ولجنة التوجيه العليا لعرب النقب ما أسموه الزيارة الاستفزازية التي قام بها وزير الأمن القومي، والتي قالوا إنّ لا هدف لها سوى تسويق الأوهام، وزيادة حالة الاحتقان والاستعراض الفارغ.

وتقرر تنظيم مظاهرة احتجاجية يوم الخميس المقبل أمام مجمع الدوائر الحكومية في مدينة بئر السبع، وذلك ضد الجريمة وهدم المنازل وسياسات الوزير بن غفير.

وأصدر منتدى السلطات المحلية العربية في النقب بيانا جاء فيه، أنه "في أعقاب الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة رهط، والتي تمثلت في زرع عبوة ناسفة شديدة الانفجار داخل مبنى البلدية، إضافة إلى الزيارة الاستفزازية التي قام بها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، عقد منتدى السلطات المحلية العربية في الجنوب اليوم الخميس، مؤتمرا صحفيا في مدينة، تطرق خلاله إلى حيثيات هذه الأحداث وسبل التصدي لها".

ولفت إلى أنه عقب المؤتمر الصحفي، عقد اجتماع موسع لرؤساء السلطات المحلية وقيادات المجتمع العربي في النقب، حيث تم التوافق على سلسلة من الخطوات العملية، وهي كالتالي:

▪️ تخصيص الحصتين الأولى والثانية في جميع المدارس العربية في النقب، يوم الأحد الموافق 11 أيار/ مايو 2025، للحديث والتأكيد على نبذ العنف وتعزيز قيم التسامح والألفة بين أبناء المجتمع الواحد.

▪️ تشكيل غرفة إعلام مهنية تضم عددا من المختصين من النقب، تُعنى ببناء خطة عمل لتحشيد الحراك الجماهيري، وإيصال رسالة للمجتمع العربي في النقب إلى الرأي العام الإسرائيلي وصناع القرار.

▪️ تنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس الموافق 15 أيار/ مايو 2025 الساعة 10:30 صباحا، أمام مجتمع الدوائر الحكومية في مدينة بئر السبع ضد العنف وضد سياسات الوزير المتطرف بن غفير، وفي مقدمتها سياسة هدم البيوت في النقب.

وختم منتدى السلطات المحلية العربية في النقب، بيانه بالتأكيد على "رفضنا القاطع للعنف، وندعو إلى تعزيز الوحدة المجتمعية. كما نوجه دعوتنا إلى جماهيرنا العربية في النقب، وإلى القوى اليهودية الساعية للسلام والعدالة للعمل معا من أجل مستقبل مشترك يقوم على الاحترام، الشراكة، المساواة، وترسيخ قيم العيش المشترك بين العرب واليهود في النقب، مع صون حقوق المواطنين العرب بالعيش بأمان وكرامة، كبقية مواطني البلاد".

وفي السياق، ذكرت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب في بيان لها "نرفض رفضا قاطعا الزيارة الاستفزازية التي قام بها من يسمى بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والتي لا هدف لها سوى تسويق الوهم، وزيادة حالة الاحتقان والاستعراض الفارغ، في وقت تغيب فيه الخطط الجدية لمواجهة العنف والجريمة".

وذكرت أن "استمرار حالة الفوضى وغياب الأمن هو نتيجة مباشرة لتقاعس الشرطة الإسرائيلية وتجاهل الحكومة لاحتياجات المجتمع العربي في النقب".

ودعت لجنة التوجيه العليا، جميع المدارس العربية في النقب إلى تخصيص أول حصتين دراسيتين يوم الأحد القادم 11 أيار/ مايو 2025، للحديث عن قيم المحبة والتسامح ورفض العنف والتوعية بأثر الجريمة الكارثي؛ حسبما أوردت في بيانها.

جريمة قتل طفل في موكب زفاف في تل السبع

وفي السياق، بعد يوم واحد من الحملة الشرطية الواسعة في رهط، التي شارك فيها أكثر من ألف شرطي بحضور وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والمفوض العام للشرطة داني ليفي، تجددت أعمال إطلاق النار مساء الخميس وأصيب شاب يبلغ من العمر 21 عامًا بجروح خطيرة. ويُرجح أن تكون خلفية الحادث نزاعًا تجاريًا.

وفي توثيق من موقع الحادث، يظهر رجل ملثم يتوجه إلى مغسلة سيارات، يطلق النار على الشاب الذي كان واقفًا هناك، ثم يفر هاربًا. واستمرت أعمال العنف في النقب يوم الجمعة، حيث قُتل الطفل يوسف عوض أبو رقيّق (8 سنوات) نتيجة نزاع بين عائلتين في بلدة تل السبع. وفي الحادث، أصيب شابان بجروح خطيرة، فيما أُصيب ثلاثة آخرون بجروح بين متوسطة وطفيفة.

وقال رون-أل يسرائيلي، مسعف طوارئ من نجمة داوود الحمراء: "وصلنا إلى المصابين بالقرب من مفترق تل السبع. رأينا شابًا في العشرينات وطفلًا يبلغ من العمر 3 سنوات فاقدي الوعي، مصابين بجروح نافذة. قدمنا لهم العلاج الطبي الذي شمل تقديم الأدوية والمساعدة في التنفس، ونقلناهم بسيارات الإسعاف إلى المستشفى في حالة خطيرة".

وذكرت الشرطة أن إطلاق النار استهدف "موكب زفاف، في إطار نزاع بين عائلتين في تل السبع". وأضافت: "تعمل قوات كبيرة من منطقة الجنوب ومحطة البلدات-عياروت في البلدة ومحيطها ضمن التحقيق الجاري والبحث عن المشتبه بهم". وأفادت التحقيقات الأولية بأن أكثر من 80 رصاصة أُطلقت في موقع الحادث، بالقرب من محطة الوقود في تل السبع. وقد أصيب الطفل البالغ من العمر 8 سنوات بعدة طلقات.

وصرح مصدر في الشرطة بأن التحقيق الأولي يشير إلى أن سيارتين اعترضتا موكب الزفاف لعائلة أخرى. وقال المصدر: "خرج أحد المشتبه بهم من السيارة وأطلق النار بدقة - أكثر من 80 رصاصة - باتجاه المركبات في الموكب، مستهدفًا المصابين".

وقال أحد سكان تل السبع إن إطلاق النار وقع بينما كان العريس في طريقه لأخذ العروس. وأضاف: "كانت لدينا أحداث مشابهة في الماضي، لكن لم يكن هناك أطفال من قبل".

بادش: عنف يؤثر على الجميع

من جانبه، قال رئيس مجلس عومر، إيرز بادش: "جريمة القتل المروعة للطفل من تل السبع اليوم هي نتيجة مباشرة لتخلي الحكومة عن النقب. كرئيس مجلس عومر، أطالب الحكومة بالتحرك فورًا - لإعادة الأمن والقضاء على ظاهرة السلاح غير القانوني. هذه العنف يؤثر على الجميع. لن نهدأ حتى يعيش جميع سكان النقب في أمان".

من جهتها، قالت "مبادرات إبراهيم" التي تتابع جرائم العنف في المجتمع العربي التي وصلت منذ مطلع العام إلى أكثر من 90 ضحية وعشرات المصابين: "في الوقت الذي تعلن فيه الشرطة عن حملة في النقب، تعود الواقعة لتكشف عن الواقع الأليم. حملة الشرطة دون تنسيق مع السلطات، ودون جهد جاد من الحكومة لحل المشكلة، ستؤدي إلى استمرار هذه الظاهرة. لقد حان الوقت للتعامل بجدية - على رئيس الوزراء إقالة الوزير بن غفير وتشكيل لجنة برئاسته لمعالجة القضية، وتعيين وزير مختص حقيقي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب WhatsApp