إلى متى سنهرب من الواقع؟

بقلم: محمد حسن كنعان | 13 أبريل 2025

دمار مجتمعنا لا يأتي فقط من الخارج... بل من الداخل، من أيدٍ كان من المفروض أن تبنيه فصارت تهدمه.

في كثير من بلداتنا العربية في إسرائيل، أصبحت البلديات والمجالس المحلية مزارع خاصة مبنية على المحسوبيات، العائلية، التعيينات العشوائية، والمناقصات المغشوشة. أين المهنية؟ أين التخطيط؟ بل في بعض الأحيان يصل الأمر إلى نهب المال العام والتنسيق مع منظمات الإجرام، والضحية الوحيدة: نحن وأولادنا.

مال الدولة الذي من المفروض أن يُصرف على التعليم، البنى التحتية، الثقافة، الرفاه، والجيل القادم... يُسرق، يُنهب، يُبدّد. المواطن اليوم لا يطلب حدائق أو مراكز شبابية، بل فقط جمع النفايات! أهذه أحلامنا؟ أهذا طموحنا؟

لقد أصبح الفساد منظومة، والطموح ضحية، والمجتمع في تراجع مستمر... ليس لأننا لا نستحق الأفضل، بل لأننا سكتنا، تواطأنا، وربما في بعض الأحيان بررنا.

نعم، علينا أن نلوم أنفسنا، ونحاسب قياداتنا، قبل أن نوجه أصابع الاتهام للدولة.

المجتمع لا يُبنى بالشعارات، بل بمحاسبة الفاسدين، وبانتخاب النظيفين، وبالمطالبة بحقوقنا دون خوف.

الساكت عن الحق شيطان أخرس... والمجتمع الذي لا يحاسب قياداته، لا مستقبل له!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب WhatsApp