تمويل حكومي لبؤر استيطانية غير شرعية في جنوب الخليل
7 أبريل 2025
شارك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، الأسبوع الماضي، في مراسم رسمية أُعلن خلالها عن تسليم 19 مركبة دفع رباعي من نوع "رينجر"، تم شراؤها بأموال عامة، إلى بؤر استيطانية زراعية غير شرعية أقيمت على أراضٍ فلسطينية مصادرة في منطقة جنوب جبل الخليل، بدعوى استخدامها لأغراض "أمنية".
تم تمويل هذه المركبات عبر وزارة الاستيطان والمهام القومية، وقسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية، في إطار ميزانية بلغت 75 مليون شيكل من "أموال الائتلاف" التي خُصصت في ديسمبر 2023 لما يسمى بـ"تعزيز المكونات الأمنية للمستوطنات الناشئة في يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) لعام 2024.
جرت مراسم التسليم في البؤرة الاستيطانية "مزرعة ميطاريم"، رغم عدم قانونيتها، بحضور صاحبها ينون ليفي، الذي فُرضت عليه عقوبات من قبل الإدارة الأمريكية بسبب تورطه في أعمال عنف ضد الفلسطينيين. كما حضر المراسم رئيس مجلس مستوطنات "جبل الخليل" إليرام أزولاي، وعدد من المستوطنين.
ورغم أن هذه البؤر تُعد غير قانونية حتى وفق القانون الإسرائيلي، إلا أن المستشار القضائي للحكومة وافق على استخدام الأموال العامة لشراء "معدات أمنية" لها، بحجة أن التمويل لا يشمل البناء الفعلي، بل يقتصر على الدعم الأمني.
العديد من المنظمات الحقوقية الإسرائيلية والدولية وثّقت العلاقة المباشرة بين هذه المزارع الاستيطانية وبين أعمال عنف متكررة ضد الفلسطينيين، بما في ذلك استخدام مركبات الدفع الرباعي لمضايقة الرعاة ومطاردة مواشيهم. وقد تم بالفعل تصوير ينون ليفي وهو يقود مركبته لملاحقة قطعان ماشية فلسطينية في المنطقة ذاتها.
בסרטון: המתנחל ינון לוי מפחיד ומבריח כבשים בזנותא להנאתו.
— מחוץ לעדר (@masafering) September 8, 2024
אחד הקשיים הכואבים של הקהילות המגורשות הוא חוסר בשטחי מרעה. תושבי זנותא הנם הבעלים של מעל ל-10,000 דונם של אדמות מרעה פרטיות מסביב לכפר, אליו חזרו לאחר כ-10 חודשים בהם חיו כפליטים עם גישה מוגבלת למרעה. https://t.co/h21PzdHSWd pic.twitter.com/KwUwEhSDso
ليفـي يُعَد من أبرز المحرّضين والمنفذين لهجمات ضد قرى فلسطينية جنوب الخليل، ومنها قرية خربة زنوتة التي تعرّضت للتهجير، كما ورد اسمه في عدة التماسات للمحكمة العليا تطالب باتخاذ إجراءات قانونية ضده.
ويتبنى نشطاء الاستيطان نموذج "المزارع الاستيطانية" كأداة فعالة للسيطرة على الأراضي، بزعم أنها أكثر فاعلية من إقامة المستوطنات السكنية التقليدية. وأكد أزولاي، رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات، أن هناك 25 بؤرة استيطانية زراعية ضمن نطاق المجلس، وكل منها "تحرس" ما بين 1200 و2500 دونم من الأراضي الفلسطينية.
وخلال المراسم، عبّر أزولاي عن امتنانه لسموتريتش وستروك قائلاً: "من دون أيديكم على عجلة القيادة، لما كان هذا ليحدث". فردّت ستروك: "أنتم المقاتلون الحقيقيون من أجل أرض إسرائيل، ونحن مجرّد دعم قتالي لكم".
من جانبه، أشاد سموتريتش بالبؤر الاستيطانية قائلاً: "المزارع هنا تنتزع مساحات شاسعة من الأراضي، والمستوطنون الأبطال يمارسون الصهيونية الحقيقية. هم ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، وسنبني معهم ونستوطن في الأرض".
وأكد بيان صادر عن وزارة الاستيطان أن هذا المشروع الأمني تم بالتنسيق الكامل مع وزارة الأمن والقيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، وأن توزيع المركبات تم بناءً على "تحليل التهديدات الأمنية الميدانية".