كلمة حقّ حول ترّهات بن كسبيت | بقلم: محمد بركة

من خلال معرفتي الوثيقة بتسلسل الأحداث خلال تقديم القوائم لانتخابات الكنيست الأخيرة عام 2022، أستطيع التأكيد أن ما نشره الصحفي بن كسبيت نهاية الأسبوع في صحيفة "معاريف"، بشأن تفكك القائمة المشتركة، لا يعدو كونه ضربًا من ضروب العبث ولا يمتّ إلى الحقيقة بصلة.

ثمّة قضايا تتعلق بالنقاش والصراع داخل إطار الإجماع القومي الصهيوني، ومن الطبيعي أن يسعى الصحفي بن كسبيت، ضمن هذا الإطار، إلى إسقاط نتنياهو. وهذا حقّه، بل هو حق محمود ومطلوب.

لكن الخطورة تكمن حين يُزجّ بحزب عربي وطني، كحزب التجمع الوطني الديمقراطي – وهو أحد مركبات لجنة المتابعة العليا – في سياق مشبوه وخطير، وكأنّ له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بانتخاب نتنياهو، أو بأنه ساهم في حصوله على أغلبية برلمانية "بفضل" تفكك القائمة المشتركة. هذا الادعاء مردود، وممجوج، ولا يمت للحقيقة بصلة.

بصفتي أحد المطلعين المباشرين على دقائق الأمور في ليلة تقديم قوائم انتخابات الكنيست الأخيرة، أؤكد أن سبب تفكك القائمة المشتركة كان سلسلة من الأخطاء المتبادلة بين مركباتها. هذه الأخطاء، وإن بدت بسيطة في البداية، أدت إلى تراكم حالة من عدم الثقة، جاءت في لحظة حرجة، ولم تكن موجهة أو مخططة من قبل أي جهة.

اطلعت على بيان حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي صدر ردًا على ما كتبه بن كسبيت، ويمكنني القول إن ما جاء فيه دقيق ومسؤول ويعبّر عن الحقيقة، باستثناء الإشارة إلى "مؤامرة"، وهو أمر لا أعتقد بصحته، وأرى أن الترويج له لا يخدم المصلحة العامة.

إنني أقول هذا دفاعًا عن الحقيقة والإنصاف، وأيضًا دفاعًا عن شعبي وعن حركته الوطنية، في وجه محاولات التشويه التي تصوّر وكأن هناك في صفوفنا من يمكن أن يضع يده بيد المجرم نتنياهو وزمرته الفاشية، ليصبح بالتالي شريكًا في حرب الإبادة الرهيبة التي تنفّذها إسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني.

من جهة أخرى، أحيّي موقف أحزاب لجنة المتابعة التي اختارت الترفّع عن الردّ على هذه الترهات، وضبطت النفس، ولم تنجرّ وراء نقاشات تصدر من داخل الإجماع القومي الصهيوني. أمّا الأصوات التي تحتفي بهذه الادعاءات، فهي إمّا مضلَّلة، أو مخطئة، أو غير مسؤولة، أو ربما مشبوهة.

🔸الكاتب هو رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب