فتوى بلا أنياب.. مليار مسلم وعجز عن حماية غزة

بقلم: د. عامر الهزيّل | 5 أبريل 2025

بعد أكثر من عام ونصف من حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة، اجتمع "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" ليُصدر فتوى باسم مليار مسلم، تدعو إلى حماية أهل غزة من سبعة ملايين يهودي.

لكن الفتوى، رغم تأخرها، جاءت بلا أنياب أو قوة تنفيذ، وبدت باهتة، مبتذلة، تذر الرماد في العيون، وتفتقر إلى أدنى درجات الجدية أو التأثير.

وحين يخرج السيد علي القره داغي، رئيس الاتحاد، ليعلن: "ندعو إلى حصار الاحتلال برًّا وبحرًا وجوًا، ونشدد على ضرورة التدخل العسكري الفوري من قبل الدول الإسلامية، ودعم المقاومة الفلسطينية عسكريًا وماليًا وسياسيًا"، فإنّ السؤال الذي يفرض نفسه هو: من تخاطب يا سماحة المفتي؟

أنت تعلم، كما نعلم جميعًا، أنه لا توجد أنظمة عربية أو إسلامية قادرة على تنفيذ تلك الدعوة وهي أسيرة الطاعة العمياء للولايات المتحدة. فإما أنك غائب عن الواقع، أو تتغافل عنه عمدًا، والأرجح أنك تمارس، أنت وكل من معك في مجلس الإفتاء، سياسة النعامة، فتغرس رأسك في الوحل ظنًّا منك أن لا أحد يراك. ولكنكم مفضوحون ومكشوفون، وبشكل مهين لا يليق بحملة راية القرآن الذي يأمر بإغاثة المظلومين، لا سيما إن كانوا من أبناء أمتكم، مسلمين ومسيحيين، كما هو حال الشعب الفلسطيني.

كان الأجدر بكم أن توجهوا دعوتكم إلى الشعوب لا إلى الأنظمة؛ أن تطلبوا منها محاصرة القصور والعواصم، وإسقاط الأنظمة العميلة، لا أن تكرروا نفس الشعارات المفرغة من الفعل. وإن عجزتم عن ذلك، فانزلوا بأنفسكم إلى الشوارع، وقودوا التظاهرات، وحاصروا سفارات الدول الداعمة للعدوان. عندها فقط، ستشعر أمريكا بالقلق، وقد تتحرك لوقف التجويع، وإنهاء المجازر، وفرض السلام.

🔸خلاصة القول: 🔸

رغم أهمية الفتوى من حيث المبدأ، فقد جاءت متأخرة، وُلدت ميتة، بلا أدوات، بلا إرادة، وبخطاب مخصي ممجوج. إنها أقرب إلى لغو ديني، يحاول التغطية على عجز أمة كاملة. أمة مليار مسلم يطلبون الحماية لأهل غزة من سبعة ملايين يهودي... إنها مهزلة التاريخ.

إسرائيل، يا سادة، تقاتل بدافع البقاء، ويملؤها خوف داخلي عميق من نهايتها. ولهذا تمضي في حرب الإبادة والتطهير، بعنف وشراسة، لتغلب خوفها. ولهذا أيضاً لن تتوقف هذه الحرب إلا إذا فُرض عليها التوقف.

وإن سقطت غزة والضفة... فالدور عليكم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب WhatsApp