تراجم الأدباء | أ.د. سراب يونس أبو ربيعة-قويدر: قيادة أكاديمية نحو التمكين والمساواة

كتب: كايد ابو لطيّف | 7 مارس 2025

الأستاذة الدكتورة سراب يونس أبو ربيعة-قويدر (أم محمد)، نائبة رئيس جامعة بن غوريون في النقب للتنوع والاحتواء، هي إحدى أبرز الشخصيات الأكاديمية النسائية في النقب، تدرجت في تعليمها إلى أن أصبحت أول باحثة تحصل على درجة الأستاذية في النقب، مُلهمة بذلك أجيالاً من النساء من خلفيات مهمشة.

بدأت رحلتها الأكاديمية بالحصول على درجة البكالوريوس في التربية من جامعة بن غوريون في النقب (1998). ثم تابعت دراساتها العليا، حيث حصلت على درجة الماجستير (2001) من نفس الجامعة. تناول بحثها في الماجستير مشكلة التسرب المدرسي بين ثلاث أجيال من النساء البدويات. هذا البحث كان نقطة انطلاقها نحو فهم أعمق للتحديات التي تواجهها المرأة البدوية في مجال التعليم. ثم حصلت على درجة الدكتوراه في 2006، حيث تناولت في أطروحتها النساء البدويات الرائدات في التعليم العالي. جاء هذا البحث بعنوان "المرأة البدوية الرائدة في التعليم العالي: معنى الريادة بين النساء المتعلمات في النقب"، ركّز على كيفية تحقيق هؤلاء النساء لمكانة تعليمية متميزة رغم التحديات الثقافية والمجتمعية المحيطة بهن.

بعد إنهاء الدكتوراه، أجرت البروفيسورة أبو ربيعة – قويدر أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعتي أكسفورد والجامعة العبرية في القدس، حيث تخصصت في دراسات الجندر والمساواة. عودتها إلى جامعة بن غوريون كانت بمثابة تتويج لمسيرتها الأكاديمية، حيث أصبحت أستاذة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم التربية، ومن ثم ارتقت لتصبح أول امرأة بدوية تصل إلى درجة الأستاذية في النقب. على غرار والدها الدكتور يونس أبو ربيعة أول طبيب بدوي في صحراء النقب.

تركز أبحاث أ.د. أبو ربيعة-قويدر على كيفية تداخل العرق والجندر في تشكيل تجربة النساء والأقليات العرقية في التعليم العالي وسوق العمل والعلاقات الأسرية. من خلال مسيرتها الأكاديمية، لم تكن فقط باحثة بل أيضًا ناشطة في مجال حقوق النساء، حيث تؤدي دورًا بارزًا في تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء والبدويات على وجه الخصوص. في رسالة الماجستير، ركزت على السياسات التعليمية والحكومية التي ساهمت في ارتفاع نسب التسرب بين الطالبات البدويات، وهو موضوع نادرًا ما تناولته الأبحاث في الأدبيات المهنية السابقة، حيث كان يُنظر إلى التسرب على أنه نتيجة حتمية للنظام الثقافي البدوي. أما في بحثها للحصول على الدكتوراه، فاستكشفت توازن النساء البدويات المتعلمات بين أحلامهن وتوقعات العائلة التي ينتمين إليها.

يُعد كتابها "فهم المجتمع البدوي: التحديات والفرص" واحدًا من أهم الأعمال التي سلطت الضوء على تعقيدات المجتمع البدوي وخاصة دور النساء فيه. كما أن لها العديد من الدراسات التي تتناول العنصرية في نظام التعليم، والفجوات التعليمية بين المجتمعات العربية واليهودية على حد سواء. في أيار/مايو 2024، منح معهد وايزمان للعلوم الأستاذة الدكتورة سراب أبو ربيعة-قويدر درجة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة، تقديراً لإنجازاتها الأكاديمية في سوسيولوجيا التعليم وسعيها المستمر نحو التميز والاحتواء، وعملها الرائد في مجال المساواة بين الجنسين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناتنا على الواتساب WhatsApp