العشرات في مظاهرة بئر السبع لمطالبة الحكومة بالاستمرار بصفقة التبادل
2 مارس 2025
شارك العشرات من الناشطين في الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية بمدينة بئر السبع، حيث رفعوا لافتات وطالبوا بالعمل على اكمال صفقة التبادل لإعادة ما تبقى من الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال أور حانوخ، أحد السكان من بئر السبع: "لدينا أعضاء في الحكومة، لدينا وزراء، يواصلون القول إنهم لا يريدون المضي قدمًا في هذه الصفقة، وأنه يجب العودة إلى غزة وتشديد الإجراءات في الضفة الغربية. لا يجوز لنا فعل ذلك، ولا يجوز لنا التوقف. سنكون هنا حتى في المطر، وحتى في البرد، وسنواصل القدوم والمطالبة من الحكومة بالمضي قدمًا في هذه الصفقة وإعادة الجميع إلى بيوتهم".
شاهد اللقاءات على موقع قناة "يوم البادية": أور حانوخ | مواطن من بئر السبع؛ يوآف تسورئي | مواطن من لهافيم
وردد المحتجون شعارات تطالب حكومة اليمين في إسرائيل بعدم المماطلة وإعادة الرهائن إلى بيوتهم ولفتوا إلى أن الانتظار يعرّض حياة الأحياء من بين الأسرى للخطر.
يوآف تسورئي، مشارك دائم من لهافيم، قال: "من المهم جدًا بالنسبة لنا استعادة جميع المختطفين، جميعهم، الآن، بأسرع وقت ممكن. الصفقة، الجزء الثاني، يجب أن تبدأ فورًا. لن نتوقف حتى يعود الجميع، ولا داعي لأن يشتتوا انتباهنا بثرثرة فارغة حول حماس، لأننا نستطيع الاستمرار حتى تنهار "حماس" لاحقًا أيضًا".
وكان تحقيق الجيش الإسرائيليّ في فشل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ألمح إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أراد الهدوء، في حين فشلت الاستخبارات العسكرية "أمان" بفهم الأوضاع في قطاع غزة لسنوات طويلة.
وفق التحقيق، فقد شكّل الجيش والمنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، مفهومًا كان قائمًا على افتراضات غير صحيحة، ترتكز على فرضية مركزية، هي أن حماس هي حركة عقلانية "مرتدعة وملتزمة بالاتفاق" ما أتاح لها بناء قدراتها، التي جعلت الهجوم المفاجئ، وغير المسبوق ممكنًا.
وأشارت تحقيقات الجيش الإسرائيلي إلى أن الفشل بدأ قبل وقت طويل من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في الفترة التي أعقبت العدوان الذي أطلق عليه الاحتلال مسمّى "الجرف الصامد" في عام 2014.
ويُظهر التحقيق كيف قاد الرئيس السابق لحماس في غزة، يحيى السنوار، منذ عام 2017، تغييرا إستراتيجيًّا جذريّا في الحركة، من الاعتماد على الحرب تحت الأرض إلى هجوم بريّ واسع النطاق، في حين ظلّت منظومة الأمن الإسرائيلية "عالقة" في مفاهيم قديمة.
نتنياهو ورفض العرض السعودي لإعمار غزة
يأتي ذلك في ظل تحقيق أجرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قالت فيه إنّ نتنياهو رفض عرضًا سعوديًا قبل أحد عشر عامًا، كجزء من استراتيجية "فرق تسد" التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي لإحباط قيام الدولة الفلسطينية من خلال إثارة الخلافات.
وكشفت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض، بعد حرب غزة عام 2014، عرضًا سعوديًا لإعادة إعمار القطاع والإطاحة بحركة حماس لصالح السلطة الفلسطينية، ما أدى إلى إحباط جهود التطبيع مع الرياض.
اللجوء إلى التمويل القطري
بعد رفض العرض السعودي، طلب نتنياهو من قطر تحويل أموال شهرية إلى غزة، رغم تحذيرات الموساد من تداعيات هذه السياسة. واعتبرت الصحيفة أن هذا القرار كان جزءًا من استراتيجية "فرق تسد"، التي تهدف إلى تعزيز الانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية لإحباط قيام دولة فلسطينية.
استمرت قطر في إرسال ملايين الدولارات إلى حماس بموافقة إسرائيل حتى السابع من أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجومًا كبيرًا على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، ما أشعل فتيل الحرب في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في الموساد أن رئيس الجهاز، يوسي كوهين، حذر من هذه التحويلات في خطاب تقاعده عام 2021، بينما عارضها رئيس الموساد الحالي، دافيد برنياع، خلال اجتماعاته مع نتنياهو ونفتالي بينيت.
خلال فترة رئاسته للحكومة، خطط نفتالي بينيت لقطع التمويل القطري وأمر بالاستعداد لاغتيال زعيمي حماس، يحيى السنوار ومحمد ضيف، لكن الخطة ألغيت بعد عودة نتنياهو إلى منصبه في أواخر 2022.
رد نتنياهو على الاتهامات
يأتي تقرير "يديعوت أحرونوت" بعد يوم من بدء المستشارة القضائية للحكومة تحقيقًا بشأن علاقات غير معلنة لبعض مساعدي نتنياهو بقطر، التي تتهمها إسرائيل بتمويل الإرهاب. ورغم العلاقات المتوترة، ساهمت الدوحة في التوسط لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
ورفض المتحدث باسم نتنياهو، عومر دوستري، التقرير، واصفًا إياه بأنه "إعادة تدوير لأكاذيب لا أساس لها". وأكد أن رئيس الوزراء دعا مرارًا إلى اغتيال قادة حماس، بما في ذلك في اجتماع عُقد في الأول من أكتوبر 2023. كما اتهم الأجهزة الأمنية بعدم إبلاغ نتنياهو بمخططات حماس لغزو واسع النطاق.
تفاصيل العرض السعودي وإفشاله
بحسب "يديعوت"، عُقد اجتماع بين نتنياهو والأمير السعودي بندر بن سلطان في أغسطس 2014، بحضور مسؤولين من الموساد. عرض الأمير السعودي تمويل إعادة إعمار غزة تحت رعاية السلطة الفلسطينية، تمهيدًا لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
رغم تعهد نتنياهو بالتزامه بالخطة، كلّف محاميه المقرب، يتسحاك مولخو، بإدارتها، ما أثار شكوك الموساد حول نيته الحقيقية. أدى ذلك إلى انهيار المحادثات، وأثار غضب الجانب السعودي، مما دفع السلطة الفلسطينية إلى وقف تمويل مشاريع غزة، ليطلب نتنياهو الأموال من قطر بدلاً من ذلك.
يرى منتقدو نتنياهو، بمن فيهم معدو تقرير "يديعوت"، أنه يحاول التهرب من مسؤوليته عن أحداث 7 أكتوبر عبر تحميل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المسؤولية، رغم أنه قاد سياسة إسرائيل تجاه غزة طوال الـ16 عامًا الماضية.