طلاب مدرسة دينية يعتدون على مقاول من عرعرة النقب وأولاده في متسبيه رامون
تقرير: ياسر العقبي | 13 فبراير 2025
في حادثة خطيرة، تعرض المقاول عدنان طلقات (49 عامًا)، من عرعرة النقب، وأولاده لاعتداء عنصري من قبل مجموعة من طلاب المدرسة الدينية اليهودية أثناء عملهم في متسبيه رامون جنوبي البلاد.
ووفقًا للشهادات، فقد شمل الاعتداء أيضًا عملية تخريب لسيارة المقاول، في ظل صمت السلطات عن محاسبة المعتدين.
وكانت مجموعة كبيرة من طلاب المدرسة الدينية هاجمت الأربعاء (12 فبراير) عدنان طلقات، وهو مقاول ثانوي لمقاول أعمال الحفر التابع لمجلس متسبيه رامون، حين وصل مع اثنين من أولاده – أحدهما في الـ13 من عمره - لإزالة كومة من التراب بالقرب من مساكن المدرسة الدينية في البلدة. وبدأ العديد من طلاب المدرسة بمواجهته، وشتموه، وهددوه، ودفعوه، بل وسحبوا سكينًا عليه.
شاهد التقرير على قناة "يوم البادية" واللقاءات مع: عدنان طلقات | المقاول الذي تعرض للاعتداء؛ طلب أبوعرار | رئيس مجلس عرعرة النقب
وقال طلقات: "جئنا لجمع التراب، وفجأة قفزوا على أولادي وقالوا ’هذه تربتنا‘. أخبرت أولادي على الفور بالدخول إلى السيارة". وأضاف: "بدأوا يهددونني وأمروني أن أغادر. بعد ذلك، سحبوا سكينًا، مزقوا إطارات السيارة وهددوني. كما حاولوا كسر نافذة السيارة وألحقوا بها أضرارًا، وأحدهم وجّه لكمة إلى صدري". وتابع: "اتصلت بالشرطة، لكنني لم أرَ أنهم أخذوا أحدًا للتحقيق"، مشيرًا إلى أنه "متأكد من أنه لو كان شخص من العرب مثلي يحمل سكينًا ويهاجم يهوديًا، لكان قد قُتل برصاصة في الحال".
إيليا فينتر، رئيس مجلس متسبيه رامون، المعروف بانتمائه لحزب "نوعام" اليميني المتطرف، دعا الجمهور بعد الهجوم إلى "التحلي بضبط النفس، وعدم إلقاء اللوم على أي طرف". وفي بيان أرسله إلى سكان المجلس، ذكر أنه تحدث مع جهات في المدرسة الدينية "حيث يدرس الفتيان"، وقال إنهم "قدموا ادعاءات ليست بسيطة على الإطلاق". كما كتب أنه "لا يجوز تحت أي ظرف أخذ القانون باليد"، وأضاف: "الأمر ليس بسيطًا" – على حد تعبيره.
شرعية جرائم الكراهية بسبب رئيس المجلس
وقد استنكر قياديون هذا الاعتداء السافر، معربين عن استيائهم الشديد من تقاعس الشرطة، التي لم تعتقل أو توقف أيًا من المهاجمين، رغم توفر توثيق واضح للهجوم.
وقامت مجموعة من "تاغ مئير" بزيارة تضامن مع المقاول وأولاده في عرعرة النقب، فيما انتقد العديد من الناشطين اليساريين هذه الهجمة العنصرية التي تأتي تحت صمت رئيس مجلس متسبيه رامون. (شاهد التصريحات في الفيديو)
من جانبه، تحدث عزري كيدار، المدير العام لجمعية "كيشت" في متسبيه رامون، مساء أمس مع عدنان طلقات، وكتب عن ما وصفه بـ"التربية على الكراهية وإضفاء الشرعية على جرائم الكراهية التي يتلقاها الفتيان". وقال على صفحته على الفيسبوك: "لا، هذا ليس مشهدًا من اعتداء مستوطنين من "شبيبة التلال" في جنوب جبل الخليل. هذا يحدث هنا، تحت منزلي. صباح اليوم، جاء عدنان، المقاول الثانوي لمقاول الحفريات التابع لمجلس متسبيه رامون، مع اثنين من أبنائه لإزالة كومة من التراب، بالقرب من مساكن المدرسة الدينية في البلدة. بدأت مجموعة كبيرة من طلاب المدرسة في مواجهتهم، وتطور الحدث إلى تهديدات بالعنف من قبل الطلاب، وتمزيق إطارات السيارة، وسحب سكاكين من قبلهم، وإلحاق أضرار أخرى بالمركبة".
وتابع قائلا: "عدنان مواطن ملتزم بالقانون، من بلدة بدوية معترف بها، وكان متطوعًا في الشرطة لأكثر من 20 عامًا، وفقد شقيقته التي قُتلت في 7 أكتوبر. عدنان جاء إلى متسبيه رامون ليقوم بعمله، لكنه تعرض لهجوم عنصري عنيف ومروع من قبل شبان هم أنفسهم ضيوف هنا، لكنهم يشعرون بأنهم أصحاب المكان".
وأضاف كيدار: "هذا الشعور لديهم لم يأتِ من فراغ. إنهم يتلقون الشرعية من مجتمع المستوطنين المتدينين المتطرفين الذين سيطروا على متسبيه رامون. يوم الأحد الماضي، استضاف المركز الجماهيري المحلي محاضرة لأحد أسوأ تلاميذ مئير كهانا، وهو عنصري وكهاني مُنع من الترشح للكنيست بسبب تصريحاته وأفعاله. كانت المحاضرة حول ’التهديد الوجودي الذي يشكله المسلمون على الغرب‘. إنها شرعنة لجرائم الكراهية. في اجتماع المجلس المحلي، أثار عضو المجلس نداف سيلبرت مسألة هذه المحاضرة. وردًا على احتجاجاته، قال نائب رئيس المجلس ’كاهانا كان على حق‘، بينما بدأ رئيس المجلس (إيليا فينتر)، في الغناء بسعادة بدلاً من إدانة هذه التصريحات. إنه إضفاء للشرعية على جرائم الكراهية والعلامات كانت واضحة منذ فترة".
ونصح كيدار رئيس المجلس "بأن يستيقظ، ويدين ذلك علنًا وأمام الطلاب وإدارة المؤسسة التي يدرسون فيها، ويتوقف عن إضفاء الشرعية والتشجيع لجرائم الكراهية، سواء بالفعل أو بالتقاعس والتجاهل. اتصلت بعدنان طلقات واعتذرت له باسم سكان متسبيه رامون العقلانيين. لا يمكن القبول بأن أي زائر، بغض النظر عن هويته، يُستقبل بعدوانية عنصرية وعنيفة في بلدتنا".
وشهدت الفترة الأخيرة سلسلة من الاعتداءات العنصرية التي طاولت مواطنين عرب-بدو من النقب، من بينها الاعتداء على نساء من رهط وحرق سيارتهن بالقرب من نابلس بالضفة الغربية من قبل مستوطنين، واعتداء جنود على شابين من حورة واعتداء نائب رئيس بلدية بئر السبع على عاملين في محطة وقود، إلى جانب التهجم العنصري على شاب عربي يسكن في "كرميت" مع عائلته في ملعب كرة قدم - مما يعكس ظاهرة مقلقة تستدعي تحركًا عاجلًا.
تعقيب الشرطة
من جانبها، اكتفت الشرطة بالحضور إلى المكان وعدم توقيف أي من طلاب المدرسة الدينية، رغم أنه في حالات معاكسة يتم تنفيذ الاعتقالات بشكل فوري ودون أي تأخير، ما يثير تساؤلات حول ازدواجية المعايير في التعامل مع مثل هذه القضايا.
وفي وقت لاحق، قال الناطق بلسان شرطة الجنوب في تعقيبه لمراسل "يوم البادية": "إنه نزاع معروف يجري التعامل معه من قبل الشرطة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة في السلطة المحلية، ويتعلق بموارد طبيعية واستخدام الأراضي. تم أخذ شهادات من الأطراف المعنية، والتحقيق مستمر".