النقب: جريمة مروعة تهز بلدة كسيفة ومسيرة للطلاب ضد العنف
تقرير: ياسر العقبي | 11 فبراير 2025
هزّت جريمة مروعة بلدة كسيفة في النقب، حيث قُتِلت المرحومة عائشة أبو وادي، أمٌّ في الثلاثينيات من عمرها أمام مدرسة أطفالها، الذين لم تتمكن من رؤيتهم منذ فترة بسبب نزاع عائلي. حضرت الضحية إلى المدرسة حاملةً الهدايا لأطفالها، إلا أنها قُتلت بدمٍ بارد على يد قاتلٍ متنكّر بسترة الحذر، ليبدو وكأنه عامل صيانة، مما مكّنه من الاندماج في المكان دون إثارة الشكوك.
شاهد التقرير على قناة "يوم البادية" واللقاءات مع: عطيه الأعسم | رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها؛ حنان الصانع | محاميات من أجل العدالة الاجتماعية؛ مالك الددا | مواطن من كسيفة؛ محمد أبو قويدر | ناشط من قرية الزرنوق
وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت سبعة أشخاص من أقارب الضحية للاشتباه في تورطهم بجريمة قتل المرحومة، فيما تُجري السلطات تحقيقًا مكثفًا لكشف ملابسات الحادث ومعرفة ما إذا كان هناك تخطيط مسبق مشترك بين عدة أطراف. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن القاتل كان مسلحًا ومستعدًا تمامًا لتنفيذ جريمته بدم بارد. ومددت محكمة الصلح بمدينة بئر السبع اعتقال المشتبه بهم على ذمة التحقيقات الجارية بشرطة مركز "عروعير" (عرعرة النقب).
وسبق حضور الأم إلى المدرسة بسيارة أجرة، تواصلها مع ابنها في الصف حيث قالت له: "يما أنا مشتاقة لك. انت كمان مشتاق لي"، فأجابها: "آه"، فقالت له: "ودي أزورك في المدرسة وجبت لك هدية.. كيف اخوانك يما؟". فأخبرها أن شقيقته مريضة وأخذت الدواء، فقالت له: "دير بالك على اخوانك يما".. وذكرت مصادر محلية أن الطفل دائمًا ما يتذكر والده الذي لقي مصرعه في حادث سير، "فما بالك حين يفقد أمه أيضًا؟!".
في أعقاب هذه الجريمة الصادمة، التي وثّقتها كاميرا إحدى السيارات، تقرر تخصيص الساعتين الأوليين من اليوم الدراسي في مدارس بلدة كسيفة للنقاش حول ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي، حيث شارك الطلاب في مسيرة ضد العنف. كما تم إشراك الطلاب والمعلمين في حلقات حوارية مفتوحة لبحث تداعيات الحادثة، ورفع الوعي حول مخاطر العنف وسبل مواجهته في المجتمع.
وقالت مصادر في الشرطة، إنّ المرأة كانت رفضت الانتقال إلى مأوى الحماية رغم تلقيها عدة تحذيرات من الجهات المختصة، وفضلت البقاء في حياتها الطبيعية، رغم التهديدات التي كانت تواجهها. بعد وفاة زوجها الأول في حادث سير قبل نحو عامين، تزوجت مرة أخرى، لكن هذا الزواج أثار اعتراضات واسعة من أقاربها وأقارب زوجها المرحوم، مما زاد من حدة التوتر والخلافات حول الميراث وحضانة الأطفال، الذين انتقلوا للعيش مع أجدادهم.
الجريمة التي وثقتها كاميرات إحدى السيارات في ساحة المدرسة، وقعت الساعة 12:55 من ظهر الاثنين. في الساعة 12:56 ظهرًا، تلقت فرق الإسعاف بلاغًا عن حادثة إطلاق نار قرب المدرسة. هرع المسعفون إلى المكان، وأجروا عمليات إنعاش عاجلة، لكنهم اضطروا في النهاية إلى إعلان وفاة الضحية في الموقع.
هذه الجريمة أثارت غضبًا واسعًا في المجتمع المحلي، خصوصًا بسبب وقوعها أمام المدرسة، مما أثّر على الأطفال الذين كانوا شهودًا على هذا الحدث المروع. السؤال الذي يبقى مطروحًا: إلى متى ستستمر هذه الجرائم؟ وهل ستتمكن السلطات من فرض العدالة وحماية الضحايا المحتملين قبل وقوع المأساة القادمة؟
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332