العشرات في مظاهرة بئر السبع لمطالبة نتنياهو بالمضي قُدمًا من أجل اكمال الصفقة
تقرير: ياسر العقبي | 9 فبراير 2025
في ظل الضبابية التي تكتنف الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة التبادل، وعلى الرغم من البرد القارس، شارك العشرات في المظاهرة الأسبوعية بمدينة بئر السبع، مطالبين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بإعادة جميع الأسرى والرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم.
وتقول د. يعالات رعنان، مواطنة من كيسوفيم تم إخلاؤها إلى عومر: "أنا هنا للمطالبة بوقف العنف. اليوم أُعيد إلينا ثلاثة أشخاص، اثنان منهم من أصدقاء زوجي من كيبوتس بئيري. عادوا محطمين ونحيفين. كان واضحًا أن هذا ما سيحدث. لقد جعلنا غزة تعاني من الجوع، فمن المنطقي جدًا أن يمر مختطفونا هناك بنفس المعاناة".
وجاءت المظاهرة، التي رُفعت خلالها لافتات تحمل صورًا وأسماء الإسرائيليين المحتجزين، تزامنًا مع عودة ثلاثة رهائن ضمن الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى من الصفقة. وأعرب المشاركون عن استيائهم من الأوضاع الصحية للرهائن العائدين.
أما مردخاي موراد، مواطن من بئر السبع، فقال: "لقد فقدوا ما لا يقل عن 20% من وزنهم، إن لم يكن أكثر. لا يمكن أن لا تقوم دولة إسرائيل، وهي دولة ذات سيادة، بإعادة الجميع فورًا. على أي حال، نحن نعيد بالمقابل أسرى أمنيين، ولكن الآن، أولًا وقبل كل شيء، يجب أن نستعيد الأحياء".
شاهد التقرير على قناة "يوم البادية" واللقاءات مع: د. يعالا رعنان | مواطنة من كيسوفيم- عومر؛ مردخاي موراد | مواطن من بئر السبع
وأظهر استطلاع للرأي أن أكثر من 70% من الإسرائيليين يؤيدون المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشأن تهجير سكان غزة. وفي المقابل، حذّر مقال لهيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" من حالة الفوضى المتعمدة التي تتبناها الإدارة الحالية، بما في ذلك الخطاب العدائي تجاه الدول الأخرى، مشددًا على ضرورة أن يسعى الشعب الأميركي لحماية النظام الديمقراطي.
نيويورك تايمز: ترمب واستراتيجية الفوضى المتعمدة
وتحت عنوان "لا تدع الفوضى تشتتك: كيف يواجه الأميركيون عهد ترمب الجديد؟"، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" ذات التأثير الكبير، أنه "مع بداية ولاية الرئيس ترمب الثانية، يجد الأميركيون أنفسهم أمام تحديات ضخمة، فالإدارة الحالية تبدو وكأنها تسعى إلى خلق حالة من الفوضى المتعمدة من خلال سيل من الأوامر التنفيذية، ومحاولات تفكيك المؤسسات الفيدرالية، والتصعيد ضد المهاجرين، وحتى ضد مفهوم التنوع ذاته. يضاف إلى ذلك الخطاب العدائي تجاه الدول الأخرى، مما يخلق انطباعًا بأن البيت الأبيض مستعد لقول أو فعل أي شيء في أي لحظة".
وتابع المقال الذي ترجمه موقع قناة "يوم البادية": "لكن وسط كل هذه الاضطرابات، هناك شيء واحد يجب أن يبقى واضحًا: لا يمكن أن يسمح المواطنون لأنفسهم بأن يُشتتوا أو يُصيبهم الشلل جراء هذا الطوفان من السياسات غير المدروسة. إن هذه الفوضى ليست عشوائية، بل هي استراتيجية محسوبة تهدف إلى إضعاف أي مقاومة، وإفساح الطريق لترمب لتعزيز سلطته التنفيذية إلى أقصى حد دون حواجز".
وأشارت الصحيفة إلى أنّه "في ظل هذا المشهد، من الضروري تتبع خطوات الإدارة، والوقوف في وجه أي تجاوزات أخلاقية أو قانونية. صحيح أن هناك مخاوف من أن النظام الرقابي التقليدي قد لا يكون كافيًا، خاصة مع انصياع الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون وتخليه عن دوره الرقابي، سواء عبر قبوله بتجاوز قراراته أو بموافقته الضمنية على تعيين شخصيات غير مؤهلة في مناصب حساسة.. لكن رغم ذلك، هناك مؤشرات إيجابية أيضًا. فالمحاكم لا تزال تمثل عقبة حقيقية أمام ترمب، حيث تمكنت من تعطيل عدد من قراراته. كما أن حكام الولايات والمدعين العامين في بعض الولايات الديمقراطية لم يترددوا في مقاضاته بشأن قضايا مثل قطع التمويل الفيدرالي أو التعدي على حقوق المهاجرين والمتحولين جنسيًا. كذلك، يواصل الصحفيون المستقلون توثيق الفوضى غير المسبوقة التي تشهدها الإدارة، مما يساعد في إبقاء الجمهور على اطلاع".
أميركا تواجه مرحلة خطرة من التجاوزات
وأشار المقال إلى أنه "بالطبع، فاز ترمب بالانتخابات، وحصل على دعم 77 مليون أمريكي، كما أن الحزب الجمهوري أصبح تحت سيطرة التيار الموالي له بالكامل، مما منحه سلطة غير مسبوقة. لكن هل تخلى هؤلاء الناخبون عن الضوابط الدستورية؟ هل أيدوا وضع الأمن القومي والعلاقات الدولية في مهب الريح؟ الواقع أن ترمب، إلى جانب إيلون ماسك وأنصاره، يقومون بزعزعة أركان النظام الديمقراطي بطريقة لم تحدث من قبل".
وأردفت الصحيفة أنّ "إحدى أكبر المشكلات الحالية هي الدور الذي يلعبه إيلون ماسك، حيث يبدو أنه يستخدم نفوذه للهيمنة على الحكومة الفيدرالية، رغم أنه ليس موظفًا حكوميًا. فقد بدأ باتخاذ قرارات جذرية، مثل السعي لشراء المؤسسات الفيدرالية بأكملها، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية (CIA)، وإقالة كبار المسؤولين الذين لا يمتلك سلطة عزلهم. كما أنه يسعى للدخول إلى الأنظمة المالية السرية للحكومة، متجاهلاً أي رقابة قانونية. ماسك وترمب لا يخفون تجاوزهم للقوانين، بل يتحدون القضاء علنًا، في محاولة منهم لإعادة تشكيل النظام السياسي وفق رؤيتهم الخاصة. لكن الأكثر خطورة هو أن ماسك لا يزال يدير شركاته الخاصة التي تحقق مليارات الدولارات من العقود الحكومية، مما يجعله في وضع غير مسبوق من تضارب المصالح".
استهداف المعارضين: حملة انتقام غير مسبوقة
وأردفت الصحيفة: "إلى جانب التدخل في مؤسسات الدولة، بدأت إدارة ترمب بحملة تطهير في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، حيث تمت إقالة العشرات من المحققين الذين شاركوا في التحقيقات المتعلقة بأحداث 6 يناير 2021. كما أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الجديد، كاش باتيل (أميركي من أصول هندية)، يبدو مصممًا على تحويل الوكالة إلى أداة سياسية لاستهداف معارضي ترمب، حتى أنه أصدر قائمة رسمية بأسماء شخصيات داخل الحكومة يصفهم بأنهم جزء من "الدولة العميقة". الأمر الأكثر رعبًا هو أن ترمب قام بسحب الحماية الأمنية عن بعض مستشاريه السابقين، رغم أن المخابرات الأميركية تؤكد وجود تهديدات موثقة باغتيالهم من قبل جهات أجنبية، وهو ما يعد رسالة واضحة مفادها أن من يخالف ترمب سيكون عرضة للخطر".
وأكدت الصحيفة أنّ "ترمب لم يكتفِ بخلق الفوضى داخل أمريكا، بل وسّع دائرة تهديداته إلى الخارج، ملمحًا إلى إمكانية استيلاء الولايات المتحدة على أراضٍ في قارات مختلفة، مما أثار قلقًا عالميًا. كما أنه يفرض تعريفات جمركية صارمة على الدول الحليفة، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأميركي نفسه. تهوره في التعامل مع الشركاء الدوليين قد يعرض الأمن القومي للخطر، ويرفع تكلفة المعيشة، ويضر بالعلاقات الدبلوماسية التي استمرت لعقود، بينما يمنح خصوم أمريكا، مثل الصين وروسيا، فرصة لتعزيز نفوذهم".
تقليص عدد موظفي وكالة التنمية الدولية
"في الوقت الذي لم يتم فيه تأكيد تعيين روبرت ف. كينيدي جونيور كوزير للصحة، بدأت إدارة ترمب بالفعل في تقويض الجهود الصحية، إذ تم الإعلان عن خطط لتقليص عدد موظفي وكالة التنمية الدولية (USAID) من أكثر من 10,000 إلى 300 فقط، وإلغاء مئات العقود التي تهدف إلى مكافحة الأمراض مثل شلل الأطفال، والإيبولا، والملاريا، والإيدز. إغلاق الوكالة لا يمكن أن يحدث بدون تصويت في الكونغرس، لكن الإدارة تتصرف وكأنها قادرة على فعل أي شيء، بغض النظر عن القانون. هذه السياسة ستجعل العالم أكثر عرضة للأوبئة، وتزيد من تدفق الهجرة بسبب الأزمات الصحية".
"إحدى أخطر ملامح حكم ترمب الجديد هي الحرب التي يشنها على التنوع والمساواة، حيث أصدر أوامر تنفيذية تستهدف الأقليات، وخاصة المتحولين جنسيًا، بالإضافة إلى تهديده بقطع التمويل عن المدارس التي لا تلتزم برؤيته المحافظة بشأن التعليم والتاريخ. وفي خطوة أكثر تطرفًا، أعلن المدعي العام الجديد، بام بوندي، أن الشركات التي تستمر في تطبيق سياسات التنوع والاندماج قد تخضع لتحقيقات جنائية. هذه القرارات تعكس نية واضحة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإلغاء عقود من التقدم في الحقوق المدنية".
وتخلص الصحيفة إلى أنّ "الوضع الحالي يتطلب يقظة، وشجاعة، وإصرارًا على حماية النظام الديمقراطي. الرئيس ترمب فاز بالانتخابات، لكنه ليس ملكًا ولا إمبراطورًا، وكل مرة يتجاوز فيها الكونغرس عن خروقاته، فإنه يمنحه مزيدًا من القوة لتقويض الديمقراطية. الولايات المتحدة أمام اختبار حقيقي، فإما أن تتمسك بالمبادئ التي جعلتها أقوى دولة في العالم، أو تسمح لهذا التوجه السلطوي بالاستمرار. في النهاية، الأمر يعتمد على يقظة الشعب الأميركي ومدى استعداده لمواجهة هذه التحديات".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332