صناعة الفوضى والقتل لعبة الكبار والصغار في المجتمع العربي

بقلم: موسى القريني | 7 فبراير 2025

يعيش المجتمع العربي في إسرائيل ضمن مسار مُحكم خُطط له وفق أدوات ممنهجة، تُدار بأيدي خفية تحرك الفوضى بخيوط، كما تُحرك الدمى على خشبة المسرح. العنف في الوسط العربي يمثل مشكلة معقدة ومتعددة الأسباب، نتجت عن عقود من التهميش والإقصاء. إن الفوضى والقتل هما نتاج لأسباب رئيسية أدت إلى تفشيهما بشكل كبير.

السبب الأول: صناعة الفقر والبطالة

تُعتبر قضية الفقر والبطالة في المجتمع العربي من القضايا الجوهرية التي أثرت بشكل كبير على الأفراد والمدن العربية. الظروف الاقتصادية الصعبة خلقت حالة من تفشي البطالة وزيادة معدلات الفقر، مما أدى إلى الإحباط واليأس لدى العديد من الأفراد. هذه الظروف دفعت البعض إلى تبني أساليب غير قانونية، مثل اللجوء إلى العنف أو الجريمة، كوسيلة للتعبير عن غضبهم أو لتأمين احتياجاتهم المالية.

السبب الثاني: التهميش الاجتماعي والسياسي

التهميش الاجتماعي والسياسي للمجتمع العربي هو قضية معقدة أثرت بشكل عميق على المجتمع. عدم توافر فرص التعليم الجيد أو العمل الكافي، بالإضافة إلى ضعف الخدمات العامة والبنية التحتية في المناطق العربية، أدى إلى شعور بالإقصاء والتمييز. هذا الوضع عمّق الفجوات بين الجماعات المختلفة في المجتمع. كما أن التهميش السياسي في صنع القرار داخل المؤسسات السياسية زاد من الإحساس بالانعزال وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة.

السبب الثالث: انتشار الأسلحة غير المرخصة

أصبحت الأسلحة غير المرخصة في متناول اليد بسهولة للكبير والصغير، مما زاد من استخدامها في حل النزاعات بطرق عنيفة. هذا أدى إلى تصاعد العنف داخل العائلات والمدن بشكل عام، وساهم في تزايد الجرائم مثل القتل والسرقة والاعتداءات.

السبب الرابع: الضعف في تطبيق القانون

الضعف في تطبيق القانون بشكل فعال في المجتمع العربي ساعد في الشعور بعدم وجود ردع قوي ضد المجرمين. هذا التراجع في تطبيق القانون خلق بيئة مواتية لتفشي الجريمة والعنف.

السبب الخامس: التوترات العائلية والصراعات

التوترات العائلية ونتائج الانتخابات أوقدت نار الصراع بين العائلات والعشائر، مما أدى إلى تصعيد العنف وخلق الثأر والانتقام. التنافس على السلطة والموارد المالية والمناصب زاد من حدة هذه الصراعات.

السبب السادس: الضغط النفسي والتحديات الاجتماعية

الضغوط النفسية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المجتمع العربي أدت إلى انفجار عاطفي واستخدام العنف كوسيلة لتفريغ هذه الضغوط.

السبب السابع: الابتعاد عن المبادئ الدينية والتعليمية

الابتعاد عن المبادئ الدينية الأساسية وضعف البرامج التعليمية التي تعزز قيم التسامح والحوار ساهما في نشوء جيل لديه مفاهيم خاطئة عن كيفية التعامل مع الاختلافات، وأكثر ميلًا إلى العنف عند مواجهة النزاعات.

لمعالجة قضية الفوضى والقتل في المجتمع العربي، يجب التركيز على الأسباب الأساسية ومعالجتها بشكل جذري. لا يمكن الاكتفاء بمعالجات سطحية أو قرارات تخدم أهواء بعض الأحزاب العربية لجني الأصوات. يجب أن تكون الأولوية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز العدالة وتطبيق القانون، وبناء برامج تعليمية وتوعوية تعزز قيم التسامح والحوار.

أسأل الله السلامة لمجتمعنا العربي، وأن نعمل جميعًا يدًا بيد لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332