رفع راية الصلح بين عائلتي الدراوشة وأبو سدرة في يوم تاريخي بمدينة رهط

كتب وصور: صبري أبوفريح | 11 يناير 2025

في مشهد يعكس أسمى قيم التسامح والإصلاح، شهدت مدينة رهط يوم السبت الموافق 11 يناير/كانون الثاني حدثًا تاريخيًا بارزًا تمثل في إتمام الصلح بين عائلتي أبو زايد الدراوشة وأبو سدرة، بعد نزاع أليم أسفر عن فقدان شابين من خيرة شباب العائلتين، هما ياسين سلمان الدراوشة وأحمد إبراهيم أبو سدرة.

يُعد هذا اليوم نقطة تحول في تاريخ العلاقات المجتمعية بمدينة رهط، حيث جنحت العائلتان إلى السلم من أجل تحقيق المصلحة العامة وتعزيز السلم الأهلي. وقد وُصِف هذا الحدث بأنه غير مسبوق، حيث شهد حضور آلاف المشاركين من رهط والنقب ومناطق مختلفة من البلاد.

جهود جبارة ولجنة صلح مميزة

تُوّجت جهود لجنة الصلح ولجنة التحكيم بطي صفحة الضغينة والشحناء بين العائلتين وفتح صفحة جديدة من التسامح والود. وكان للشيخ عودة القصاصي (أبو حمزة) دور كبير وبارز في هندسة هذا الصلح التاريخي، حيث عمل بكل إخلاص وتفانٍ لتقريب وجهات النظر وتحقيق العدالة.

ضمت لجنة التحكيم الشرعية نخبة من المشايخ والدعاة:

• الشيخ الدكتور هاشم عبد الرحمن

• الشيخ الدكتور محمد سواعد

• الشيخ الدكتور ضرغام جبارين

• الشيخ الدكتور أحمد قعدان

• الشيخ الدكتور سامي أبو فريح

بيان عائلة أبو سدرة

وأصدرت عائلة أبو سدرة بيانًا عبر الشيخ فراج أبو سدرة أكدت فيه اعتزازها باللجوء إلى شرع الله والالتزام بقيم الإصلاح. جاء في البيان:

"الحمد لله الذي جعل الإصلاح بين الناس من أعظم القربات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من دعا إلى إصلاح ذات البين. نحن عائلة أبو سدرة، وبكل فخر وإيمان، قررنا أن نلجأ إلى شرع الله في معالجة خلافنا، فاخترنا طريق الصلح استجابة لأمر الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}، وحرصًا منا على تعزيز المحبة والتآلف في مجتمعنا".

كما عبّر البيان، الذي وصلت عنه نسخة إلى موقع قناة "يوم البادية"، عن شكر العائلة للجنة التحكيم ووجهاء الخير على جهودهم الطيبة، مضيفًا: "لقد أثبتم أنكم نموذج يحتذى به في الإخلاص والعطاء، وكانت مساعيكم الطيبة جسرًا للوحدة والتآلف".

اختتم البيان برسالة تُجسد قيم التسامح والتعايش، حيث جاء فيه:

"إننا نؤمن بأن الصلح هو الطريق الأمثل الذي يحفظ كرامة الجميع وينشر قيم التسامح، ونسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وأن يجعل ما قدمتموه في ميزان حسناتكم، وأن يديم عليكم نعمة الحكمة والتوفيق في كل مساعيكم".

بهذا، أصبح هذا اليوم علامة فارقة في مسيرة المدينة نحو تعزيز الوحدة المجتمعية وتكريس قيم الأخوة والمحبة، في نموذج يُحتذى به للإصلاح والمصالحة في المجتمعات.

بيان عائلة الدراوشة

وأصدرت عائلة الدراوشة بيانًا أكدت فيه اعتزازها من الرجال المواقف الذين بذلوا كل جهد من أجل إرساء السلام. وجاء في البيان: "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وبعد: قال الله تعالى: ((الصلح خير)). إن إصلاح ذات البين من دعائم الإسلام الكبيرة؛ قال تعالى: ((ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون)). الاصلاح بين الناس هو خير الأعمال التي ترضي الله سبحانه وتعالى وتجلب البركة والاطمئنان على الجميع. قال تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)). من هنا لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لكل من سعى وبذل الجهد لإصلاح ذات البين بيننا نحن عائلة آل دراوشة وعائلة أبو سدرة، وعلى رأسهم رجل الاصلاح الشيخ عودة القصاصي الذي حاول جاهدا مرارًا وتكرارًا لإيجاد حلول عادلة ومنصفة لحل هذه القضية وأخيرًا اتفق الطرفان على الاحتكام إلى شرع الله تعالى وسنة رسوله الكريم صل الله عليه وسلم".

وشكرت العائلة أعضاء لجنة الصلح كل باسمه، وكذلك شكرت كفلاء الوفاء من طرفها طلال القريناوي رئيس بلدية رهط وطلب أبو عرار رئيس مجلس عرعرة النقب، وكل من شارك في جاهة الصلح.

وختمت قائلة: "هناك رجال مواقف وهناك مواقف لها رجال ورجال تذكر المواقف ومواقف إذا ذكرت لها رجالها، لكم منا جميعاً كل الاحترام والتقدير. ما أحوج المجتمع العربي اليوم إلى مثل هذه اللجان في زمن كثرت فيه الصراعات والنزاعات والهجر والقطيعة فلم يسلم منها الأقارب فيما بينهم ولا الجار مع جاره. بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء".