لنتحمل مسؤوليتنا تجاه بناء مجتمع مسالم
بقلم: طلال أبو جامع | 18 نوفمبر 2024
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا
(سورة النساء: 93)
يعيش المجتمع العربي في حالة من النزيف المستمر، حيث تتزايد أعمال العنف والجريمة التي تفقد الناس الأمان والاستقرار. أصبحت جرائم القتل وإطلاق النار مشاهد يومية تتكرر في مختلف البلدات والمناطق، تاركة وراءها ضحايا أبرياء وألمًا يعصف بالعائلات والمجتمع ككل. بات الوضع مأساويًا إلى درجة أنه يمكن رسم خارطة للدماء تنتقل من منطقة إلى أخرى، وكأنها وباء لا يرحم.
هذه الأحداث المؤلمة لا تهدد حياة الأفراد فحسب، بل تهدد النسيج الاجتماعي بأكمله. تفكك الروابط الاجتماعية وانتشار الخوف والكراهية يضعف مناعة المجتمع أمام التحديات الأخرى، ويزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية والسياسية. وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فإن الخسائر لن تكون محصورة في الأرواح فقط، بل ستشمل القيم والمبادئ التي تحفظ استقرار المجتمعات.
لقد نهى الإسلام عن القتل بغير حق وجعل له عقابًا شديدًا كما ورد في الآية الكريمة، تأكيدًا على قدسية الحياة الإنسانية. وفي ظل هذا الواقع، يجب على كل فرد أن يدرك أهمية التحلي بالصبر كوسيلة للسيطرة على الغضب، وهو صفة نبيلة تدل على قوة الإيمان ورجاحة العقل. فالصبر ليس ضعفًا، بل هو علامة على الوعي والمسؤولية.
لوقف شلال الدماء، علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه بناء مجتمع مسالم. يجب تعزيز قيم التسامح والحوار ونشر التوعية بمخاطر العنف، إلى جانب تشديد القوانين الرادعة للجريمة. فقط بالتكاتف والعمل المشترك يمكن أن نستعيد الأمان ونبني مستقبلًا خاليًا من الخوف.
^الكاتب مسعف من عرعرة النقب