جرافات السلطات الإسرائيلية تهدم مسجد قرية أم الحيران بعد أن هدم الأهل منازلهم

تقرير: ياسر العقبي | الخميس 14 نوفمبر 2024

بحماية قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، هدمت جرافات السلطات الإسرائيلي مسجد أم الحيران في النقب، بعد أن هدم السكان منازلهم بصورة ذاتية في الأيام الأخيرة بضغط من السلطات.

شاهد التقرير على قناة يوم البادية واللقاءات مع: ناجح أبوالقيعان | مواطن متضرر من قرية أم الحيران؛ مريم أبوالقيعان | مواطنة متضررة من أم الحيران؛ يوسف عطاونة | عضو كنيست عن الجبهة-العربية للتغيير؛ د. يعالا رعنان | المديرة العامة للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها

وتفاخر وزير الأمن القومي المتطرف، ايتمار بن غفير، بعملية الهدم لبناء مستوطنة "درور" على انقاض القرية، وتابع أنه ارتفعت نسبة الهدم بنحو 400% وهدد بأن "جرافات الحوكمة" – على حد تعبيره - ستستمر في عمليات هدم المنازل.

وقال النائب عن الجبهة-العربية للتغيير، يوسف العطاونة: "بعد عمليات الهدم والخراب والتهجير القسري التي قامت بها مليشيات بن غفير في أم الحيران وهدم المسجد الذي شارك في بنائه الشهيد يعقوب أبو القيعان، والذي استشهد عام 2017 أثناء عمليات الهدم في أم الحيران آنذاك ، قمتُ بزيارة نصرةٍ وتضامنٍ ودعمٍ لعائلة الشهيد يعقوب أبو القيعان وإلتقيتُ مع عائلته ومع والدة الشهيد وأكدتُ لهم أن ذكرى الشهيد محفورة في قلوبنا وأن كل مخططات الترحيل والتهجير لن تزيد عائلة الشهيد يعقوب وكل أبناء النقب إلا صمودًا وتمسكًا بحقوقهم الشرعية في الأرض والمسكن".

وقالت المديرة العامة للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، د. يعالا رعنان: "نحن هنا في قرية أم الحيران. تم بناء قرية أم الحيران من قبل أشخاص أحضرتهم الدولة إلى هنا في خمسينيات القرن العشرين. أخبروهم أن هذا هو مكانكم. بنوا قرية. لقد بنوا قرية جميلة، تطوروا مع الحياة، وذهبوا إلى التعليم، ولم تكن هناك بطالة هنا، وكان هناك الكثير من المسؤولية المتبادلة هنا. وقبل حوالي عشر سنوات قررت الدولة أننا لا نريد القرية البدوية هنا، نريد أن ينتقل جميع البدو من هنا، لكن المكان جيد لذلك دعونا نضع اليهود هنا في هذا المكان".

وفي السياق، أعلنت لجنة التوجيه عن إقامة خيمة تضامن يوم السبت في القرية، وقالت إنّ حكومة نتنياهو - بن غفير أعلنت الحرب على العرب في النقب وتهجير قرية أم الحيران لإقامة مستوطنة صهيونية على أنقاضها هي جريمة ضد الإنسانية، وفقا للقوانين الدولية.

وعقّب النائب وليد الهواشلة عن القائمة العربيّة الموحّدة على تصاعد عمليات الهدم باعتبارها تصعيدًا عدائيًّا من الحكومة، ممّا يعكس إصرارها على تفريغ النقب من أهله الأصلانيّين، عبر وسائل قاسية وغير إنسانيّة، وفرض حلول دون أيّ حوار مع الناس، وأضاف: "إنّ محاولة إقامة مستوطنة يهوديّة على أراضي قرية أم الحيران، يكشف بوضوح سياسة الإقصاء الّتي تنتهجها هذه الحكومة العنصريّة بمؤسّساتها تجاه المجتمع العربي، وهذا ما يفتقر إلى أيّ شرعيّة أخلاقيّة أو إنسانيّة أو قانونيّة دوليّة".

وأكّد الهواشلة على ضرورة اتّخاذ خطوات جادّة لرفع مستوى الوعي المجتمعي والاحتجاج الشعبي ضدّ هذه السياسات، كما دعا المجتمع العربي وقادته للتصعيد ضمن الأطر القانونيّة والديمقراطيّة، وأضاف: "علينا أن نرفع أصواتنا لتكون بحجم آلامنا، وألّا نصمت أمام سياسة الهدم والتهميش المتواصلة. باعتقادي الخاسر الأكبر من هذه السياسات في نهاية المطاف هي الدولة نفسها، والّتي تدفع بمجتمع بأكمله نحو دائرة العداء". واختتم النائب الهواشلة بدعوة كافّة مركّبات المجتمع العربي لدعم صمود أهل النقب، والسعي لضمان حقوقهم المشروعة في العيش بأمان في بيوتهم وعلى أراضيهم.

من جانبها، دانت العربية للتغيير بأشدّ العبارات "هدم حكومة نتنياهو وشرطة بن غفير بلدة أم الحيران وتهجير أهلها لإقامة مستوطنة يهودية على أنقاضها مؤكدة انها سياسة فصل عنصري فاضحة وعلنية".

وقالت العربية للتغيير في بيانها إنّ "هدم أم الحيران وتهجير أهلها يأتي ضمن مخطط التهجير العرقي الذي تمارسه هذه الحكومة الفاشية، وهو استمرار للسياسات العنصرية تجاه المواطنين العرب، ما يثبت أن هذه الدولة هي دولة أبارتهايد تتغذى على العنصرية والتطهير العرقي، كما تفعل في هذه الأثناء في غزة".

وحذّرت العربية للتغيير من "التسليم بالأمر الواقع الذي تريد فرضه الحكومة إرضاءً لجمهورها والمجتمع الاسرائيلي الذي تنامت فيه الفاشية والعنصرية، بالإضافة إلى الفضائح التي تورط فيها مكتب رئيس الحكومة نتنياهو ووزيره الفاشي بن غفير.

ودَعَت العربية للتغيير لأهمية وحدة الصف وتوحيد الجهود في التصدي لهذه الممارسات والتصدي لهذه الحكومة الفاشية".

<