تراجم العلماء | أ.د. نزهة الأسد-الهزيّل: دور المرأة في المجتمعات المهمشة
كتب: كايد أبولطيّف | 13 نوفمبر 2024
الأستاذة الدكتورة نزهة الأسد-الهزيل (أم محمد) باحثة رائدة في مجال العمل الاجتماعي، تخصصت في دراسة قضايا المجتمع العربي-البدوي، مع التركيز على التحولات الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها على النساء البدويات عبر الأجيال.
بدأت مسيرتها الأكاديمية في جامعة بن غوريون في النقب، حيث حصلت على اللقب الأول في العمل الاجتماعي، ثم أكملت دراستها للحصول على اللقب الثاني. في عام 2009، نالت درجة الدكتوراة عن أطروحتها التي تناولت "أهمية التغيير في حياة ثلاثة أجيال من النساء البدويات". تعمل حاليًا كمحاضرة مرموقة في مدرسة العمل الاجتماعي بالكلية الأكاديمية "سبير"، كما تمت دعوتها كباحثة زائرة في معهد الأمن والشؤون العالمية بجامعة لايدن في هولندا، حيث بحثت في قضايا العنف بين الشباب، وداخل الأقليات والمهاجرين والسكان الأصليين.
حصلت أ.د. الأسد-الهزيل على عدة تكريمات، من بينها جائزة "كرايتمن" للدكتوراة المتميزة وجائزة الحكم المحلي كإمرأة رائدة. في أطروحتها للدكتوراة، استعرضت التحولات الجذرية في حياة المرأة البدوية عبر ثلاثة أجيال، إذ تمسكت النساء الأكبر سنًا بالقيم التقليدية، بينما سعت الأجيال الأصغر إلى تحقيق هوية مستقلة وسط الضغوط المجتمعية. في كتابها "عندما يكبر الظل، يحين الغروب"، قدمت دراسة معمقة حول حياة النساء البدويات، موضحة كيف واجهن التحديات المرتبطة بالتغيير، وبيّنت تأثير التقاليد المتوارثة على حياتهن. كما أشارت إلى أن بعض النساء تمكنّ بفضل التعليم والعمل من تحقيق دور قيادي في مجتمعاتهن رغم القيود الثقافية.
في دراستها "البدو لم يُدرجوا في رؤية بن غوريون"، ناقشت كيفية بقاء المجتمع العربي-البدوي خارج الخطط التنموية الكبرى رغم مشاركته في التحولات الاجتماعية. كما تناولت قضايا اندماج النساء البدويات في سوق العمل، والصعوبات التي يواجهنها، خصوصًا في التوفيق بين الأدوار التقليدية كأمهات وزوجات وبين طموحاتهن المهنية. إحدى أبحاثها البارزة بعنوان "أنا أكسب، إذن أنا موجودة" أظهرت كيف أن بعض النساء البدويات استخدمن المشاريع الريادية كوسيلة للخروج من الفقر. كما بحثت في التحديات التي تواجه الأمهات البدويات اللاتي يربين أطفالًا يعانون من إعاقات سمعية في دراستها "الصمت الأبدي: الصمم كما تدركه أمهات بدويات لأطفال صم"، حيث تناولت الصعوبات التي تواجههن في تعليم أطفالهن في ظل نقص الدعم المجتمعي.
إضافةً إلى ذلك، تتوسع أبحاثها لتشمل مجتمعات أخرى، حيث تعمل حاليًا على مشروع مشترك مع المعهد البولندي وتركز فيه على دراسة مجتمع الرّوما وجماعات الغجر الأخرى مثل سنتي وكالي وجيتانو. هذه الجماعات، التي كانت في الأصل من البدو الرُحل في أوروبا، أصبحت مستقرّة إلى حد كبير، لكنها لا تزال تعتبر من أكثر المجموعات السكانية تهميشًا. يرى مشروع أ.د. الأسد-الهزيل أن مجتمع الرّوما يمر في بعض النواحي بتجربة مشابهة لتلك التي يمر بها المجتمع البدوي في صحراء النقب. كما يشمل بحثها المجتمع الأفريقي العبري في ديمونا، حيث تبرز أيضًا ظاهرة تعدد الزوجات. ورغم وجود قواسم مشتركة بين هذه المجتمعات، إلا أن لكل منها خصوصيته الفريدة.
في بحثها "من أجل دمج النساء البدويات"، قدمت أ.د. الأسد-الهزيل رؤية شاملة تبدأ بالتعليم وتصل إلى الاقتصاد والسياسة، مؤكدة على ضرورة تمكين المرأة البدوية لتكون شريكة فعالة في بناء مجتمعها مع الحفاظ على هويتها الثقافية. بفضل إسهاماتها البارزة، أصبحت الأسد-الهزيل ثالث باحثة تحصل على درجة الأستاذية في النقب.