للجزيرة دور ولنا نقد

بالفعل، لعبت الجزيرة دورًا مهمًا في فضح الجرائم المرتكبة في قطاع غزة وفي نقل صور الجرائم ضد الإنسانية، من صور انهيار لمنازل على ساكنيها، ومن صور الموت والجوع والعطش الذي تعرض له السكان ومن نقل لمعاناة الأطفال على الملأ.

لكن، إلى جانب كل ذلك، لقناة الجزيرة كان دور سلبي، لازم تغطيتها الصحفية، لأنها لم تضع التغطية في نصابها الصحيح، فقد أبرزت الحرب على أنها حرب عالمية بين قوتين عالميتين. بين قوتين عظميين متوازيتين، ووصفت حماس كأنها جيش المغول، وحزب الله كأنه جيش الإسكندر الأكبر، وكان عرض كل نبأ حول صفارة إنذار في إسرائيل كأنه نذير يوم القيامة، وكل جسم يطير نحو إسرائيل كأنه قنبلة من شأنها أن تدمر مدينة.

والحقيقة أن الجزيرة دعمت الدعاية الإسرائيلية حين هولت من قوة حماس وحزب الله إلى حد كبير، وبالتالي أعادتنا إلى دعاية أحمد سعيد ومحمد سعيد الصحاف إلى جانب تحليلات من الدويري وغيره، أي أن النهج الإعلامي العربي، قبيل نكسة عام 67، عاد ليرافق أداء الجزيرة مذ نشأت إلى يومنا هذا.

نعم هذه الدراما وهذا الضجيج الإعلامي المتصنع لأجل زيادة المشاهدات كان بمثابة تسليع إعلامي عن طريق صناعة صورة من نسج خيال الجزيرة مما يثير الكثير من الشكوك حول الهدف الأبعد من خلف كل ذلك.

^الكاتب هو ناشط سياسي وحقوقي