ما حقيقة توزيع التبرعات ضمن الحملة ضد تجويع غزة بمدينة رهط؟!
الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 | كتب: ياسر العقبي
بعد النجاح الكبير الذي حققته الحملة الشعبية ضد التجويع في غزة بجمع المساعدات والتبرعات من مختلف بلدات المجتمع العربي، أعلن الحراك أنه في الأسبوعين الأخيرين تمّ "توزيع آلاف الرزم الغذائية لقطاع غزة عبر أكثر من منظمة وجمعية".
ويفيد مراسل "يوم البادية" أنّه في الأيام الأخيرة تناقل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنّ "كافة التبرعات تم إعادتها إلى مدينة رهط، وهي موجودة في حارة الرازي وكل من يعرف عائلة متعففة، عليه أن يوجهها إلى مخزن بجانب ميني ماركت" في الحارة. إلا أنّ هذا الإعلان لم يكن دقيقًا.
وأشار أحد الناشطين المطلعين على قضية التبرعات التي جمعها الأهل في النقب بصورة غير مسبوقة في حديث لـ"يوم البادية": "هذا الكلام غير صحيح، وما أعرفه أن أجهزة الأمن الإسرائيلية طلبت أن يكون كل صنف منفرد عن الآخر وكل شحنة لا يتجاوز ارتفاعها 1.7 مترًا، ولذا قاموا بالتجهيز وفق طلب الجيش والشاباك، والباقي تمّ نقلها إلى مخزن الهربد في حارة 15 – الرازي – بعد أن اتضح أنه من المستحيل أن تدخل إلى غزة، إما بسبب انتهاء الصلاحية أو بسبب كونها تأثرت أثناء عملية النقل وغيره".
وأكد المصدر أن "99.9% من المؤن والمواد الاستهلاكية التي تمّ تحضيرها نُقلت إلى مخزن في مدينة بجنوب البلاد وسيتم نقلها إلى غزة. أستطيع القول إنّ 206 شاحنات من أصل 210 شاحنات قام بجمعها حراك "نقف معًا" تم الموافقة على نقله إلى غزة، وبقية الشاحنات أعلن أنه سيتم توزيعها على العائلات المتعففة والمحتاجة في رهط والنقب – وهذا سبب الشائعات التي سمعناها في الأيام الأخيرة".
من جانبه، أعلن الحراك أنه ملتزم بالشفافية منذ بداية الحملة وبالتالي "من المهم أن نوضح أن الرزم التي وزعت، هي جزء صغير من المواد التي جمعت، وما زالت معظم المواد موجودة في مخازننا، بعضها جاهز للشحن والبعض الآخر نقوم بتحضيره".
شاهد تقرير قناة "يوم البادية" في 19 آب الماضي من رهط
وأشار منظمو الحملة إلى أنّه "قبل انطلاق الحملة، عقد الحراك اتفاقًا مع منظمة "أنيرا" العالمية والتي تنشط في غزة وفي الضفة ومناطق أخرى منذ عقود، وحتى ذلك الحين استطاعت المنظمة ادخال كميات كبيرة من المساعدات، ولكن تعليمات جديدة صدرت من الجيش الاسرائيلي وعلى ما يبدو من المستوى الحكومي، بداية شهر سبتمبر/أيلول، تعرقل وتمنع ادخال المساعدات عبر المنظمات الاغاثية العالمية، وما زالت".
وتابع الحراك اليهودي العربي: "مثلًا في مطلع الشهر الماضي، وصلت لمنظمة "أنيرا" موافقة من الجيش الإسرائيلي لإدخال عدد من الشاحنات، كان هذا في يوم الأحد على أن تدخل الشاحنات يوم الاثنين، وفي اليوم التالي وصلت الشاحنات إلى المعبر الحدودي في كرم أبو سالم وتفاجئنا بأن الجيش تراجع عن قراره ورفض ادخالها فعادت الشاحنات ادراجها. هذه العراقيل والتقييدات المتعمدة، والتي أكدها البيان الذي أصدرته 15 منظمة عالمية إنسانية الأسبوع الماضي. هذه التقييدات والعراقيل تضعنا في حالة من الغضب والاستياء الشديدين، لكن بلا استسلام أو يأس، لذلك نعمل منذ أسابيع على حل هذه الاشكالية عبر التواصل مع الجهات المسؤولة بشكل مباشر وعبر وسطاء دبلوماسيين. وفي نفس الوقت، نستمر بالعمل طوال أيام الاسبوع على ايجاد حلول بديلة لايصال المساعدات الى الناس في غزة، وقد نجحنا في بعضها وما زلنا نعمل".
وكانت المنظمات الإنسانية العالمية أعلنت أنّ "إسرائيل غيّرت التعليمات التي كانت متبعة حتى بداية شهر سبتمبر، وتمنع الآن ادخال 83% من المساعدات إلى غزة"، ووجهت نداءً الى دول العالم والمنظمات الدولية لأن تضغط على الحكومة الإسرائيلية كي تتوقف عن هذه الممارسات.
مصير المساعدات في المخازن
وأشار جراك "نقف معًا" أنه "بالنسبة للمساعدات التي ما زالت في المخازن فقد حرصنا منذ اليوم الأول بأن نضع المساعدات في أماكن محمية وباشرنا فورًا وعبر مئات المتطوعين لتنسيقها وترتيبها وتغليفها وفق المعايير، ولأننا كنا نعلم أن بعض الاجراءات قد تطول شددنا خلال الحملة بأن تقتصر المساعدات على أمور لا تتلف سريعًا. ورغم ذلك وصلت بعض المساعدات التي لم تكن ضمن القائمة التي أعلناها مسبقًا، ولأن المساعدات التي وصلت كانت كبيرة جدًا، وبعضها حتى لم نجمعه نحن، بل تم جلبه ووضعه بجانب المخازن التي استأجرناها، فإننا سنبدأ هذا الأسبوع بتوزيع قسم من هذه المساعدات لعائلات محتاجة في الضفة الغربية".
ولفت الحراك إلى التبرعات المالية التي وصلت حيث قال إنّ "معظم ما جمعته الحملة الشعبية ضد التجويع في غزة كان عبارة عن مساعدات من مواد غذائية وصحية، وقد تبرع قسم من الأشخاص بمبالغ مالية، وتم اصدار وصول فيها بشكل منظم وخصصت هذه المبالغ لتكاليف التخزين والشحن وهي كبيرة جدًا بسبب كمية المواد، علمًا بأن الحراك تكفل ببعضها أيضًا".
شاهد تقرير قناة "يوم البادية" في 21 آب الماضي من حورة
وفي النهاية وجه الحراك - في بيانه الذي وصلت نسخة عنه إلى موقع قناة "يوم البادية" - رسالة إلى الأهل في المجتمع العربي قال فيها: "نحن نثمن الثقة الكبيرة التي منحتمونا اياها عندما وصلتم بالآلاف وقدمتم هذه التبرعات لغزة كجزء من واجب أبناء الشعب الواحد تجاه بعضهم البعض، ونؤكد لكم أنّ كل ما تبرعتم به وصل وسيصل إلى الأهالي في غزة بشكل خاص وفي الضفة، وأن العراقيل التي تضعها الحكومة عمدًا لن تدفعنا إلى الاستسلام والتوقف، وسنستمر بالضغط والعمل على مختلف الأصعدة وطرق كل الأبواب محليًا وعالميًا من أجل ايصال المساعدات لغزة ومناهضة السياسات العنصرية التي تسعى لإفشال كل المساعي الإنسانية لغزة، وسنبلغكم بكل التطورات، هذا بالإضافة لنشاطاتنا المستمرة منذ شهور ضد استمرار هذه الحرب الوحشية وضد الاحتلال ومع السلام، نعم سلام، لأنه حيثما وجد النضال وجد الأمل".