عرض مسرحية "حكاية أمان" في القصر الثقافي بمدينة رهط

3 تشرين أول 2024

شهدت مدينة رهط عرض أول مسرحية من نوعها في المجتمع العربي البدوي في النقب، مسرحية تتناول موضوعًا بالغ الأهمية: أمان الأطفال في المنازل.

هذا العرض جاء ضمن مشروع "عيلتنا أمان"، الذي يُنفذ بالتعاون بين وزارة الصحة مؤسسة أجيك - معهد النقب و"ياد هناديف"، ويهدف إلى رفع الوعي بشأن الحوادث البيتية التي تشكل التهديد الأكبر لحياة الأطفال في المجتمع البدوي.

الحوادث البيتية ليست مجرد أحداث عرضية؛ إنها مأساة صامتة تتكرر في بيوت كثيرة. في مستشفى سوروكا، 90% من الأطفال في قسم الحروق هم من أبناء هذا المجتمع، وأكبر مسبب لوفيات الأطفال دون سن الرابعة هي تلك الحوادث التي تحدث في المنزل.

من هنا جاءت فكرة المسرحية التي عُرضت لأول مرة في رهط، وهي عمل فني يُحاكي الواقع اليومي للأسر البدوية ويطرح أمامهم تساؤلات مؤثرة: كيف نحمي أطفالنا؟ كيف نحول بيوتنا من أماكن محتملة للخطر إلى بيئة آمنة تضمن لهم الحماية؟ المسرحية لم تكن مجرد نصوص وأداء؛ بل كانت رسالة صادقة، تحمل معانٍ مؤثرة وتدعو للتغيير.

المسرحية "حكاية أمان"، التي قُدمت لأول مرة في رهط، من انتاج مسرح المهباش، تأليف الكاتب طارق السيد وإخراج المخرج محمد عيد، تجمع في طاقمها التمثيلي بين أميرة حبش، سهل الدبسان، وعبد الله أبو علان. هذا الفريق المبدع استطاع أن ينقل للجمهور رسالة قوية ومؤثرة حول أمان الأطفال، بأسلوب فني يجمع بين العمق والبساطة، ليصل إلى قلوب المشاهدين ويحثهم على التفكير في كيفية ضمان سلامة أطفالهم في منازلهم.

الجمهور تفاعل بعمق مع القصص التي عُرضت، فالفن هنا تحول إلى مرآة عكست الواقع الذي يعيشه الكثيرون، وسلط الضوء على أهمية اتخاذ خطوات بسيطة يمكنها إنقاذ أرواح الأطفال.

أحلام أبو قرن، مديرة قسم الصحة وسلامة الطفل في مؤسسة أجيك: "عيلتنا أمان ليس مجرد مشروع توعوي، بل هو دعوة مفتوحة لكل أسرة بدوية لتكون جزءًا من هذا التغيير. إنه يذكرنا أن الأمان ليس رفاهية بل ضرورة، وأننا نستطيع بوعي بسيط وإجراءات وقائية أن نحمي حياة أطفالنا.

المسرحية هي بداية لمسار طويل يهدف إلى نشر الوعي وتغيير السلوكيات المجتمعية، ليصبح البيت مكانًا آمنًا لأطفالنا، بعيدًا عن تلك الحوادث التي كانت وما زالت تشكل تهديدًا لحياتهم.

الفنان سهل الدبسان، أحد مؤسسي مسرح المهباش وممثل في المسرحية: "المسرح وسيلة قوية وفعّالة لتسليط الضوء على قضايا مهمة مثل الحوادث البيتية. عندما نرى هذه المواقف مجسدة أمامنا على خشبة المسرح، نقوم بتوصيل الرسالة بطريقة حيّة ومباشرة تلامس القلوب وتعلق بالأذهان. المسرح ليس فقط للتسلية، هو منصة توعوية تخاطب العقول وتحرك المشاعر. عندما نشاهد ممثل ينزلق على الأرض بسبب مياه مسكوبة أو ينحرق لأنه ترك الفرن يعمل، هذه لحظات توعية مدمجة في مشاهد حياتية نستطيع كلنا التعلم منها. استعمال المسرح للتنبيه عن خطر الحوادث البيتية يساعدنا على فهم أهمية الانتباه للتفاصيل الصغيرة، التي ممكن ان تنقذ حياة".

<