عائلة عربية من بئر السبع تعيش في رعب منذ بدء موجة تحريض عنصري على ابنتها

24 أيلول 2024

تعيش عائلة عربية في مدينة بئر السبع حالة من الخوف الشديد على خلفية تهديدات بقتل ابنتها، طالبة الصف السابع بمدرسة "زيلبرمان"، إثر تعقيبها خلال نقاش عن الحرب، بأن في غزة يوجد أطفال يموتون من الجوع والقصف، حيث هاجمتها المعلمة بأن أقوالها تأتي "ضد الجنود الإسرائيليين" قبل مغادرتها الصف وتركها وحيدة أمام "زملائها" الذين هاجموها بصورة مرعبة.

شاهد التقرير على قناة يوم البادية واللقاءات مع: المحامي شحدة بن بري | ناشط سياسي وحقوقي؛ د. رافي دافيدزون | محاضر وناشط من بئر السبع؛ جمال قدورة | معلم مدرسة من بئر السبع

وقال الناشط السياسي والقانوني، المحامي شحدة بن بري، ابن مدينة بئر السبع في حديث لقناة "يوم البادية": "نتحدث عن طفلة طالبة تبلغ من العمر 12عامًا، وهي تدرس في مدرسة يهودية في مدينة بئر السبع، إذ أن ما حصل معها كان خلال أحد الدروس في المدرسة، يوم الخميس الأخير، وحين شرحت المعلمة عن الحرب وما حصل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي وتناست ما يتعرض له الأهالي في غزة، حيث قالت الطالبة العربية للمعلمة والطلاب إنه أيضًا في غزة يوجد أطفال يقتلون، ويعانون من الجوع وبيوتهم مهدمة".

ولفت قائلا إنّ "ما أنقذ الطالبة من الهجوم عليها من قبل نحو 130 طالبًا وطالبة في المدرسة هو تواجد معلمة عربية في المدرسة، والتي أخذتها إلى غرفة الإدارة، وحينها تم الاتصال بعائلة الطفلة، وتم إبلاغ العائلة بأن ابنتها مفصولة من المدرسة حتى اليوم الثلاثاء".

ويفيد مراسل "يوم البادية" أنّ عائلة الطفلة قررت إعادتها إلى المدرسة، وأنه سيتم عقد لقاء لهم في وزارة التعليم يوم الخميس القريب، تزامنًا مع وقفة احتجاجية أمام المكاتب الحكومية للسكان العرب واليهود.

وعقدت جمعية "شراكة" العربية اليهودية في المدينة جلسة طارئة استمعت من خلالها لأصوات التحريض والعنصرية التي يواجهها الطلاب العرب، في ظل الحرب المستمرة منذ نحو عام، حيث استغلها اليمين المتطرف لنفث سموم الكراهية والحقد، فيما طالب نائب رئيس بلدية بئر السبع بتنظيف المدينة من "إرهابيي النخبة العرب"، على حد تعبيره، في ظل الصمت المريب لرئيس البلدية.

وقال الناشط اليساري د. رافي دافيدزون لـ"يوم البادية": "الطفلة التي قالت أشياء عادية وجادلت فيها ضد تجويع الأطفال وموت الأطفال في غزة، قوبلت بسلسلة من العنف من قبل أصدقائها الأولاد، فيما غادرت المعلمة المكان تماما. هذا شيء خطير للغاية، بينما كان الأطفال الذين صرخوا ضدها، صرخوا بألفاظ عنصرية غير عادية، حول حرق القرية، وأشياء أخرى. إنها ليست تربية".

أما المربي الأستاذ جمال قدورة، فأشار أنّ "لا نعلم أولادنا على التحريض. الطالبة لم تحرض ضد أمن الدولة أو ضد الجيش وقامت القيامة على إثر هذا النقاش. يبدو أن هناك من يريدنا أن نكون في موقع الدفاع الدائم عن أنفسنا على مدار 24 ساعة".

وهذه ليست الحادثة الوحيدة التي يتعرض فيها طلاب عرب في مدارس يهودية لتحريض عنصري أرعن، وفي هذه المرّة قررت وزارة التعليم إبعاد الطفلة عن المدرسة، في الوقت الذي بدأت فيه منظمات يسارية يهودية عربية بالتحرك العاجل للدفاع عن الطفلة وعائلتها.

<