اختتام مشروع "تهادوا وتحابوا 3" في النقب

30 آب 2024

في ظل ارتفاع وتيرة العنف والجريمة في المجتمع العربي في البلاد، اختتمت لجان إفشاء السلام القطرية مؤخرا مشروع "تهادوا وتحابوا الـ3" في حارة البدور ببلدة اللقية في النقب، وذلك بمشاركة واسعة من أهالي المنطقة.

واستغل القائمون على المشروع افتتاح العام الدراسي، حيث قاموا بتوزيع 1500 حقيبة مدرسية كهدية للطلاب.

شاهد التقرير على قناة يوم البادية واللقاءات مع: خالد الزبارقة | رئيس لجنة إفشاء السلام في النقب؛ حسن العطاونة | عضو لجنة إفشاء السلام؛ شحدة أبو سبيت | رجل إصلاح، عضو مجلس حورة؛ بعقوب أبو حماد | عضو مجلس القيصوم عن قرية دريجات

وخلال المؤتمر الختامي تمّ الإعلان عن تأسيس أول لجنة إفشاء سلام نسائية في النقب في بلدة اللقية المضيفة، وإقامة لجنة إفشاء سلام ثانية في بلدة كسيفة في المستقبل القريب.

وجاء في بيان للجان إفشاء السلام، وصلت نسخة عنه إلى قناة "يوم البادية" أنه تم توزيع أعضاء لجان إفشاء السلام على 10 مجموعات، حيث زارت كل مجموعة الأهالي في القرى غير المعترف بها، ونجحوا في زيارة أكثر من 70 منطقة وعشيرة، من بينها قرية عبدة والبقيعة في أقصى الجنوب.

وشارك في هذه الزيارات قيادات بارزة من لجان إفشاء السلام في المجتمع العربي، بما في ذلك الشيخ رائد صلاح، الأب يعقوب أبو عقل، أبو علي خمايسي، د. سهيل ذياب، الشيخ عبد الكريم حجاجرة، مجدي أبو الحوف، المحامي خالد زبارقة، الشيخ مروان جبارة والشيخ خيري إسكندر والعديد من القيادات والأهالي من النقب والجليل والمثلث ومدن الساحل.

أشاد مسؤول لجان إفشاء السلام الشبابية في النقب، عقاب عواودة، بهذه المبادرة مؤكداً على أهمية التلاحم والترابط والتعاضد بين أبناء المجتمع الواحد في النقب والجليل والمثلث قائلاً: "هذه الفعالية تؤكد المؤكد أننا شعب واحد لا يقبل التقسيم، وأحد أهم أهدافها هو الحفاظ على الترابط السلمي والأهلي وبناء القيم التي تربينا عليها معًا".

نائب رئيس مجلس اللقية، جمعة الزبارقة، رحب بالحضور من كافة مناطق الجليل والمثلث والنقب، وأثنى على جهود لجان إفشاء السلام في سد الفجوات الناتجة عن غياب الدعم الحكومي في النقب.

المحامي طلب الصانع، عضو الكنيست السابق ورئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، عبر في خطابه عن أهمية المبادرة، وقال: "في ظل غياب المؤسسات عن غالبية القرى والبلدات العربية في النقب، تعد هذه المبادرة دعمًا حيويًا للأطفال الذين يواجهون صعوبات كبيرة مع بداية العام الدراسي".

وقال الأب يعقوب أبو عقل: "نحن في لجنة إفشاء السلام القطرية نؤكد دعمنا الكامل لقيادات لجنة إفشاء السلام، ونشيد بهذه الروح الوطنية والقيم الإنسانية النبيلة. نشكر جميع المبادرين وأهلنا في اللقية، هذه البلدة الشامخة التي لا تنحني إلا لله عز وجل. نحن جزء لا يتجزأ من أهلنا في النقب، وأقولها بكل اعتزاز بعد ما شاهدته في القرى غير المعترف بها. نحييكم على صمودكم وعطائكم، ونحن في لجان إفشاء السلام دائماً مستعدون للعمل مع أهلنا في النقب".

المحامي خالد زبارقة مسؤول افشاء السلام في النقب والمركز: "أرحب بجميع الحضور الكريم الذي أسهم في إنجاح هذا اليوم المميز، وللسنة الثالثة على التوالي في النقب. لقد أتينا من الجليل والمثلث والنقب، وزرنا قرية عبدة في أقصى الجنوب، وقرية البقيعة والخمايسة في أقصى شرق النقب. أشكر أهلنا في النقب على حسن استقبالهم الدافئ، وأخص بالشكر الأطفال الذين أدخلوا السعادة إلى قلوبنا. مع بداية العام الدراسي الجديد، نتمنى للجميع عامًا دراسيًا سعيدًا ومليئًا بالنجاح، خاصةً لطلاب النقب، فهم أمل المستقبل في هذه المنطقة. ومن هذا المنبر، أوجه نداءً حاراً إلى كافة المعلمين والمشايخ ورعاة الكنائس، والطلاب والأكاديميين، والعمال والأهالي. دعونا نتكاتف جميعاً مع أبنائنا في كل مكان، ونعمل معاً من أجل أن يسود السلام على كافة أبناء شعبنا."

الشيخ رائد صلاح، رئيس لجان إفشاء السلام قال في ختام المؤتمر: "أود بدايةً أن أعبر عن خالص الشكر لأهلنا في النقب على حسن الاستقبال وكرم الضيافة. أهل النقب الذين احتضنوا مجموعة من لجان إفشاء السلام من الرجال والشباب. وفي هذا اليوم، يسعدني أن أزف إليكم خبر تأسيس أول لجنة إفشاء سلام نسائية في النقب في قرية اللقية. كما أبشركم أننا سنعلن قريباً عن إقامة لجنة إفشاء سلام ثانية في قرية كسيفة. أعبر عن شكري العميق لكل من ساهم في صنع هذا اليوم التاريخي في النقب، الذي جاء تحت عنوان 'تهادوا تحابوا'. لقد صنعنا أمجاداً ستُسجل في تاريخ شعبنا بماء من ذهب، وستظل محفورة في ذاكرة النقب".

وتابع قائلا: "كيف لا، وقد نجح الحضور الكريم اليوم في زيارة 15 موقعاً في النقب، وتمكنا من الوصول إلى 40 بلدة غير معترف بها، حيث قدمنا للأطفال والشباب أكثر من 1500 حقيبة مدرسية. لقد حولنا الحديث عن القيم إلى واقع ملموس، وانتقلنا من منابر الخطابات والمؤتمرات إلى صناعة القيم على أرض الواقع. أيها الإخوة والأخوات، دعوني أقول لكم: إن الحديث عن صناعة القيم قد يكون سهلاً، ولكن الآن جاء الوقت لنجعل من هذه القيم حياةً وسلوكاً وهوية مجتمعية. فلنصنع القيم معاً حتى تصبح جزءًا من حياتنا اليومية".

<