النقب: المصابة الوحيدة من الهجوم الإيراني الطفلة أمينة الحسوني تخرج من سوروكا للتأهيل في المركز

30 تموز 2024

احتفل الطاقم الطبي بمستشفى سوروكا بئر السبع بخروج الطفلة أمينة محمد الحسوني (7 سنوات)، من قرية الفرعة بمنطقة عراد بالنقب، من المشفى بعد أربعة أشهر من العلاج المكثف وإجراء عمليات جراحية معقدة لها في الرأس والأعصاب، إثر اصابتها في أبريل/نيسان الماضي بشظايا صاروخ إيراني تم اعتراضه.

وخرجت الطفلة أمينة إلى قسم التأهيل بمستشفى "تل هشومير" في المركز لإعادة تأهيلها والعودة لحياتها في أحضان أهلها الذين لم يتركونها لحظة منذ المأساة.

وتم نقل أمينة في أبريل/نيسان الماضي إلى غرفة الصدمات في سوروكا وهي تعاني من إصابة حرجة ومعقدة في الرأس، وحياتها في خطر حقيقي. وقد استقرت حالتها بعد قيام فريق متعدد التخصصات بعلاجها، وتم نقلها إلى جراحة الأعصاب العاجلة المنقذة للحياة. وبسبب إصابتها الخطيرة، أجبرت لاحقا على الخضوع لسلسلة من عمليات جراحية للأعصاب بالتعاون مع أقسام أخرى في المركز الطبي.

وقد رقدت أمينة لمدة شهرين تقريبا في وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى "سابان" للأطفال بمستشفى سوروكا، وكانت موصولة بجهاز التنفس الصناعي وجهاز مراقبة القلب، وكانت تخضع لمراقبة فريق متعدد التخصصات يعتني بها طوال الوقت ويحارب من أجل حياتها، إلى جانب أبناء عائلتها الذين لم يتوقفوا عن الدعاء لها مع أهل النقب جميعًا.

وبعد فترة طويلة، أدخلت في وحدة العناية المركزة للأطفال وبعد تحسن حالتها واستعادت وعيها، ونقلت أمينة لمزيد من العلاج إلى جناح الأطفال في مستشفى "سابان" للأطفال.

وقال الدكتور ميكي غيدون، مدير جراحة أعصاب الأطفال في سوروكا، الذي أجرى عملية جراحية لأمينة خلال فترة علاجها الطويلة في المستشفى: "كانت إصابة أمينة في الرأس شديدة ومعقدة. في الوقت نفسه، لم يكن هناك شك في أننا سنحارب من أجل إنقاذ حياتها وفرحتنا كبيرة بنجاح مهمتنا مع جهود جميع الفرق. إن رؤية أمينة اليوم واعية تماما وهي تتكلم وتبتسم ومستعدة للمرحلة التالية من إعادة تأهيلها تملأ قلوبنا بالأمل وتقوي أيدينا".

وتابع الدكتور غيدون: "من وجهة نظر شخصية، كشخص هاجر من إيران في شبابه ويعتني الآن بأمينة التي تضررت من الهجوم الإيراني الإجرامي، هذه خاتمة طيبة".

الدكتور تساحي لازار، مدير وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى "سابان" للأطفال في سوروكا، قال: "عندما تم إدخال أمينة إلى الوحدة ليلة السبت، كان من الصعب تصديق أن الطفلة الصغيرة الضعيفة قد نجت بالفعل من إصابتها الحرجة. شكرا جزيلا للطاقم متعدد التخصصات الذي عاملها بتفانٍ ومهنية كبيرة، ولكن بشكل أساسي بفضل قوة أمينة ورغبتها في العيش والتعافي وعائلتها التي لم تغادر سريرها خلال أيام الاستشفاء الطويلة والصعبة. رأينا أمينة تتعافى وتصبح أقوى وتصل إلى إعادة التأهيل. علمتنا أمينة، التي كانت إصابتها حرجة جدًا لدرجة أنه كان من المشكوك فيه للغاية أنها ستبقى على قيد الحياة، ما هو النضال من أجل الحياة، إلى جانب والدتها ووالدها وشقيقها الذين لم يستسلموا، وبقوا معها ليلا ونهارا واستمروا في الحديث والعناق ومطالبتها بالتحسن – وبالتالي استعادت أمينة عافيتها. أشعر بالفخر الشديد لكوني جزءا من الفريق الطبي".

وكان تحسن طفيف طرأ في حالة الطفلة العربية أمينة الحوسني، المصابة الوحيدة بالقصف الإيراني على إسرائيل، بعد أسبوع من نقلها إلى المستشفى إثر إصابتها في رأسها بشظايا صاروخ إيراني تم اعتراضه. وقال والدها محمد: "الأطفال يخافون النوم في المنزل. لو كانت لدينا ملاجئ لكان بإمكاننا أن نكون أكثر هدوءاً".

وأصيبت الحوسني بجروح حرجة في الرأس نتيجة إصابتها بشظية صاروخ أثناء اعتراض الهجوم. وبحسب مستشفى سوروكا بئر السبع، فإن الإصابة التي تعرضت لها في الرأس كانت خطيرة، حيث رقدت منذ ذلك الحين حتى تشافت.

وكانت أمينة هي المصابة الوحيدة في الهجوم الإيراني. وقال والدها محمد الحسوني حينها إنه عندما استيقظ أفراد الأسرة على أجهزة الإنذار لم يكن لديهم مأوى أو حماية يهربون إليها. ووصف محمد أنه عندما بدأ الإنذار تمكن من إخراج أربعة من أطفاله إلى سيارته، ولكن عندما عاد لإخراج أمينة أيضًا أصابت الشظايا المنزل.

أكثر من 100 ألف من سكان القرى غير المعترف بها، بالإضافة إلى العديد من سكان البلدات المعترف بها، وخاصة قرى المجالس البدوية الإقليمية في القيصوم وواحة الصحراء، مهددون بإطلاق الصواريخ ولا يمكنهم الوصول إلى تدابير الحماية الأساسية. وخلال أحداث 7 أكتوبر، قُتل سبعة من المواطنين البدو بنيران الصواريخ بسبب غياب الحماية، وهذا ما أوضح أنه لم يعد من الممكن إنكار وتأجيل الحاجة الماسة لحماية القرى.. ولكن وعلى الرغم من التصعيد على الجبهة الشمالية أيضًا، إلا أنّه لم يتم اتخاذ التدابير لحماية المواطنين العرب-البدو في الجنوب.

<