النقب: إصابة حرجة لطفلة من الفرعة إثر سقوط شظية صاروخ على منزلها

14 نيسان 2024

قال محمد الحسوني، والد الطفلة أمينة (5 سنوات)، التي أصيبت ليلة السبت-الأحد بجراح حرجة إثر سقوط شظية صاروخ اعتراضي للصواريخ الباليستية الإيرانية على منزل العائلة في قرية الفرعة مسلوبة الاعتراف في النقب، إنّه "لا أحد يساعدنا. أولادي هاربون في الأودية وأبحث عنهم، فهم في وضع نفسي سيء ويرفضون العودة إلى البيت".

وأعادت إصابة الطفلة إلى الواجهة مرة أخرى قضية الملاجئ في القرى مسلوبة الاعتراف، حيث قُتل نتيجة الصواريخ في السنة الأخيرة سبعة من أبناء المجتمع العربي-البدوي في الجنوب.

وقال المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، إنّ "الإهمال هو إهمال إجرامي عندما يتسبب في إصابة وموت المدنيين. حوالي ثلث الذين قتلوا بالصواريخ منذ بداية الحرب هم من القرى البدوية التي يشكل سكانها حوالي 1.5% من مواطني إسرائيل. في ضوء حقيقة أنّ عمليات الإطلاق باتجاه القرى خلال الحرب شكلت حوالي 1% من جميع عمليات الإطلاق، فإن فرص مقتل سكان القرى من الصواريخ أعلى 2200 مرة من المتوسط".

وتابع المجلس: "يعتبر ذلك تخل تام، نابع من رغبة الدولة في سرقة أراضي القرى، على الرغم من أن الحركة الصهيونية نفسها اعترفت بالفعل بملكية البدو لـ2.7 مليون دونم في عام 1920، بل واشترت العديد من الأراضي منهم لغرض إنشاء الكيبوتسات. يشكل المجتمع البدوي حوالي 40٪ من سكان النقب، لكنه يعيش على 4٪ فقط من الأرض. يمكن للدولة أن تعترف بالقرى وبالتالي تنقذ الأرواح بكل الطرق".

منتدى التعايش السلمي في النقب، عقب بالقول: "منذ اندلاع الحرب توجهنا الى لجان الكنيست والى جميع الجهات المختصة لإيجاد حل لازمة نقص في المناطق الامنة في البلدات البدوية بالنقب عامة ولسكان القرى غير المعترف بها بالأخص، لكن لا تلقينا ردًا ردًا مناسبًا وحقيقيًا". وتابع: "تكلفة اهمال الحكومة وعدم إقامة مناطق امنة هي خسارة أرواح بشرية. منذ اندلاع الحرب، في السابع من أكتوبر هي موت ستة أطفال جراء إطلاق صواريخ، وأمس أصيبت أمينة الحسوني، من قرية الفرعة، بجروح خطيرة جراء سقوط شظايا، وهي في حالة صحية حرجة. ووفقًا للبحث الذي أجراه مركز نقبية فإن أكثر من 90٪ من سكان القرى غير المعترف بها في النقب ليس لديهم إمكانية الوصول إلى ملجأ آمن. كما أن حوالي 70٪ من المجتمع البدوي ككل لا يمكنهم الوصول إلى ملجأ آمن".

لماذا تعمدت طهران تجنب عنصر المفاجأة؟

وركزت إيران في الهجمة غير المسبوقة على إسرائيل، انتقامًا لمهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل خمسة من "فيلق القدس" على مطار "نفاتيم" العسكري، الذي تقول إنّ المقاتلات خرجت منه، حيث سمعت صفارات الإنذار بعد منتصف ليلة السبت-الأحد في معظم المناطق في المثلث الواقع بين بئر السبع وعراد وديمونا، بما في ذلك عشرات القرى والبلدات العربية-البدوية في الجنوب.

وذكرت صحيفة "الغارديان" اللندنية أنّ إيران استعملت "طائرة شاهد بدون طيار، وهو سلاح إيران المنخفض التكلفة والفتاك المفضل"، في تقريرها عن دفعة الطائرات المسيرة التي تم اطلاقها من إيران صوب إسرائيل مساء السبت، وقالت إن السلاح بعيد المدى الذي تم إرساله في الهجوم على إسرائيل بات معروفًا باسم "AK-47" في طهران.

وفي توصيف هذه الطائرات قال التقرير: "الطائرات بدون طيار مزودة برؤوس حربية يصل وزنها إلى 50 كغم، ويصل مداها إلى 2000 كلم، وعندما أطلقت طهران العشرات من الطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات لمهاجمة إسرائيل، لم يمض وقت طويل قبل أن يتم سماعها ورصدها في سماء إيران، وذلك من خلال مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، والتي ظهرت خلالها هذه الطائرات فوق مدن كرمانشاه وخوزستان في إيران"، وسرعان ما تم تصويرهم عبر الحدود في السليمانية العراقية ومدينة كربلاء.

وتابع تقرير الصحيفة البريطانية: "من خلال إطلاق الطائرات بدون طيار من إيران، على بعد أكثر من 1000 كيلومتر صوب إسرائيل، يبدو أن طهران تجنبت عمداً عنصر المفاجأة. ويبدو أن الطائرات بدون طيار التي كانت تمر فوق العراق تحلق على ارتفاع منخفض للغاية، في محاولة واضحة لتجنب الرادار المحلي. ولم يكن من الواضح مساء السبت ما إذا كان إطلاق الطائرات بدون طيار سيعقبه إطلاق المزيد من صواريخ كروز أو الصواريخ الباليستية. إذا كان هدف إيران هو التغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، فربما تكون قد أطلقت طائرات بدون طيار بطيئة نسبيا قبل وقت طويل من إطلاق الصواريخ، في محاولة لضمان وصول الأسلحة إلى إسرائيل في نفس الوقت تقريبا".

وزراء يثنون على أنظمة الدفاع الجوي

إلى ذلك، بعد ليلة متوترة في إسرائيل تضمنت العديد من اعتراضات عمليات الإطلاق من إيران، أثنى وزراء الحكومة على أنظمة الدفاع الجوي ودعوا صباح الأحد إلى الرد بهجوم على إيران.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل هغاري: "سنرد على الهجوم بالأفعال وليس بالأقوال".

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح الأحد إلى الهجوم الإيراني في حسابه على شبكة "X": "لقد اعترضنا. تصدينا. معًا سننتصر". ولم يشر نتنياهو في رده إلى أن إسرائيل ستهاجم.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت في نهاية تقييم الوضع مع كبار مسؤولي الدفاع: "تعرضت دولة إسرائيل الليلة لهجوم بمئات الصواريخ والطائرات بدون طيار. وقد أوقف جيش الدفاع الإسرائيلي الهجوم بطريقة مثيرة للإعجاب. لقد تمكنا بالتعاون مع الشركاء الأمريكيين وغيرهم من التسبب في أضرار قليلة للغاية. لقد رأى العالم كله الليلة من هي إيران: دولة إرهابية تهاجم دولة إسرائيل من مسافة 1500 كلم، وتحاول تفعيل جميع وكلائها. الحملة لم تنتهِ بعد، وعلينا أن نكون في حالة تأهب وانتباه لتعليمات الجيش الإسرائيلي والاستعداد لأي سيناريو".