القيم التي تجمعنا أكبر من مناشير الحقد | كتب: طلال أبوجامع
نشر في 18 فبراير 2024
مع اقتراب يوم الانتخابات، الـ27 من فبراير/شباط الجاري، أتوجه لأهل بلدي - عرعرة النقب – خاصة، والأهل في النقب عامة، لأقول لهم إنّه تجمعنا عشرات القيم من الاحترام والتقدير المتبادل للجميع وتقبل الآخر والرأي الآخر، فمصلحة البلد وأولاد البلد فوق كل اعتبار.
إنّ كل انتخابات وكل خلافات مؤقتة تزامنت مع بداية حركة وعلو صوت اقتراب انتخابات المجلس المحلي، حيث هناك كتابات وتغريدات للبعض، والقليل يقومون بجر الجمهور الناخب إلى استفزازات عنصرية عائلية وحمائلية نحن بغنى عنها، ومن هذا المنبر أدعو جميع أهل بلدي والأخوة المرشحين، بما أمرنا به ربنا جلّ جلاله في كتابه العزيز: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [سورة المائدة: 2].
إنّ الله سبحانه وتعالى يأمرنا – وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب – وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان… وكما تعلمون فنحن بحاجة في هذا الوقت وكل وقت للكلمة الطيبة وضبط النفس واحترام بعضنا البعض والتحلي بالصبر والأخوة، وتقبل الرأي الآخر والتعامل مع كل الأمور والأحداث بتروٍّ وعقل وفهم وادراك، ويجب علينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وأن نميط الأذى عن الطريق وهذا من التعاون مع بعضنا جميعا، يدا بيد ومن قلب سليم.
نلاحظ خلال الأيام القليلة الماضية صدور سيل من المناشير التي تتصدر شاشاتنا وتتناقلها الناس كالنار في الهشيم. تطل علينا كما تطل الأفعى من جحرها لتنفث سموم الفرقة بكل خبث ولؤم وتحمل بين سطورها عبارات يندى لها الجبين لتنهش وتشتم في هذا البلد الطيب بأهله. إنّ أصحاب مناشير الفتنة والتأزيم والبغي على الناس حرصوا وهدفوا ضمن منشوراتهم الحاقدة والدنيئة إلى جر البلد بأكملها إلى منزلق الكراهية والحقد.
أتوجه إلى أهل بلدي الكرام بالتحلي بالصبر وأقول لهم، أصبروا فبعد الصبر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير، والتحلي أيضا بالأخلاق الحسنة وكظم الغيظ والتفكير والتعقل فنحن بحاجة إلى جمع القوى من جديد لنبعث في الجيل الجديد وجيل الشباب روح التحدي والتصدي للعنف.
شبابنا وأبناءنا وبناتنا، الانتخابات لن تشتتنا ولن تفرقنا. أهل بلدي في عرعرة النقب، إنّ الانتخابات يوم وبلدنا وأهلها دوم للعمر.. ولا ننسى أننا بلد الأطباء.
الكاتب هو مسعف من سكان عرعرة النقب